07 / 02 / 2009, 01 : 11 PM | المشاركة رقم: 4 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 42 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى العام الفصل الربع التعريف بالحسن رضي الله عنه من كتب السنة: قال الطبراني رحمه الله تعالى في الكبير: حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكنى أبا محمد ثم أورد فيه رواية فقال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: الحسن بن علي يكنى أبا محمد . الفصل الخامس ذكر المرويات التي رويت فيه أو رويت عنه: كانت بشرى رسول الله بمولد الحسن عظيمة وكان يحمله ويداعبه ويدعوه ليتسلق صدره ويلعب معه، وترعرع الحسن في حجر النبوة ولاحظته عليه الرعاية النبوية والعناية المصطفوية من ولادته حتى يفاعته لاسيما شبهه با النبي ظاهر في محياه وأساريره، وقد تمتع الحسن بمكانة كبيرة وتقدير عال من جده، وهذا ليس لكونه سبطه فحسب بل لما تحمله نفس الحسن من صفات طيبة وخلق عال وتواضع كريم، وهذه بعض الأحاديث التي رويت فيه: أولاً:ذكر المرويات التي رويت فيه: 1- وأخرج الشيخان عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه، وهو ينظر إلى الناس مرة و إليه مرة يقول: { إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين }. 2- وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: { هما ريحانتاي من الدنيا } يعني الحسن و الحسين. 3- وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله صلى الله عليه و سلم { الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة }. 4- وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين على وركيه فقال: { هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما}. 5- عن علي بن أبي طالب أن رسول الله أخذ بيد حسن وحسين فقال: {من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة }. 6- عن يعلى العامري أنه قال: جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه ثم قال: { إن الولد مبخلة مجبنة }. 7- عن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين يثبان على ظهره فيباعدهما الناس فقال صلى الله عليه وسلم: { دعوهما بأبي هما وأمي من أحبني فليحب هذين}. 8- وأخرج عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: { الحسن والحسين }. 9- وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: { ونعم الراكب هو }. 10- وأخرج الحاكم عن زهير بن الأرقم قال: قام الحسن بن علي يخطب فقام رجل من أزد شنوءة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته وهو يقول: { من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد الغائب ولولا كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت به}. 12- عن ابن عباس: { أن رسول الله عق عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً }. وفي رواية: { كبشين كبشين }. 13- عن جابر { أن النبي عق عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام }. 14- عن أبي هريرة أنه لقي الحسن بن علي فقال: { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بطنك، فاكشف الموضع الذي قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله وكشف له الحسن فقبله }. 15- عن أسامة بن زيد قال: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يقول: اللهم إني أرحمهما فارحمهما}. 16- عن أبي هريرة قال: { خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه حتى جاء سوق بني قينقاع، ثم انصرف حتى أتى خباء فاطمة فقال: أثم لكع؟ أثم لكع؟ -يعني حسناً- فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخاباً فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إني أحبه فأحبه وأحبب من يحبه }. 17- عن إياس عن أبيه قال: { لقد قدت بنبي الله صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين بغلته الشهباء حتى أدخلتهم حجرة }. ثانياً:المرويات التي جاءت عن طريقه: فقد حفظ الحسن رضي الله عنه عن جده أحاديث مع صغر سنه، فروى له بقي بن مخلد في مسنده عن رسول الله ثلاثة عشر حديثاً، وروى له أحمد في مسنده عشرة أحاديث، وله في السنن الأربعة ستة أحاديث، وهذه الأحاديث منها: 1- حدثنا ربيعة بن شيبان أنه قال للحسن بن علي رضي الله عنه: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أدخلني غرفة الصدقة، فأخذت منها تمرة فألقيتها في فمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ألقها فإنها لا تحل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من أهل بيته صلى الله عليه وسلم }. 2- عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: { اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت }. 3- عن هبيرة خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: [[ لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له ]]. 4- عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد مقتل علي رضي الله عنهما فقال: [[ لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله ]] . 5- عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه أن يقول في الوتر فذكر مثل حديث يونس. 6- عن محمد بن علي عن الحسن بن علي أنه: [[ مر بهم جنازة فقام القوم ولم يقم فقال الحسن: ما صنعتم إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم تأذياً بريح اليهودي ]] . 7- عن أبي الحوراء السعدي قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنه: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فألقيتها في فمي فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فألقاها في التمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التمرة؟ قال صلى الله عليه وسلم: إنا لا نأكل الصدقة. قال: وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة، قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنه لا يذل من واليت، وربما قال: تباركت ربنا وتعاليت }. 8- عن أيوب عن محمد أن: [[ الحسن بن علي رضي الله عنهوابن عباس رضي الله عنهرأيا جنازة فقام أحدهما وقعد الآخر، فقال الذي قام: ألم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال الذي قعد: بلى وقعد ]]. 9- عن أبي الحوراء قال: كنا عند حسن بن علي فسئل: { ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت أمشي معه فمر على جرين من تمر الصدقة فأخذت تمرة، فألقيتها في فمي، فأخذها بلعابي، فقال بعض القوم: وما عليك لو تركتها؟ قال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة، قال: وعقلت منه الصلوات الخمس }. 10- عن أيوب عن ابن سيرين [[ أن ابن عباس والحسن بن علي رضي الله عنهمرت بهما جنازة فقام أحدهما وجلس الآخر فقال الذي قام: أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام؟ قال: بلى وقعد ]]. ذكر سيرته وخصاله: أولاً:اسمه ونسبه وكنيته: هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم عبد مناف الهاشمي القرشي المدني الشهيد ، فهو سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وهو سيد شباب أهل الجنة، فهو ابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله حفيد أم المؤمنين خديجة وخامس الخلفاء الراشدين. ثانياً:مولده وتسميته ولقبه: ولد رضي الله عنه في رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية على الصحيح، وقيل: ولد في شعبان، وقيل: ولد بعد ذلك. قال الليث بن سعد: ولدت فاطمة بنت رسول الله الحسن بن علي في شهر رمضان من ثلاث . وقال البرقي أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم: ولد الحسن في نصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة النبوية، وقال علي رضي الله عنه: { ولد الحسن سميته حرباً، فجاء نبي الله فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، قال: لا، بل هو حسن، فلما ولد حسين سميته حرباً، فجاء النبي فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حرباً، فقال: بل هو حسين } . وروي له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث وروت عنه عائشة رضي الله عنها وخلائق من التابعين: منهم ابنه الحسن وأبو الحوراء ربيعة بن سنان والشعبي وأبو وائل وابن سيرين، وكان شبيهاً للنبي صلى الله عليه وسلم، سماه النبي صلى الله عليه وسلم الحسن، وعق عنه يوم سابعه وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعر رأسه فضة، هو خامس أهل الكساء، وأخرج البخاري عن أنس قال: [[ لم يكن أحد أشبه النبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي ]]. رابعاً:زواجه وزوجاته: وقد ذكر المؤرخون أن من زوجاته: خولة الفزارية وجعدة بنت الأشعث وعائشة الخثعمية وأم إسحاق بنت طلحة بنت عبد الله التميمي، وأم بشر بنت أبي المسعود الأنصاري، وهند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأم عبد الله وهي بنت الشليل بن عبد الله أخي الجرير البجلي. خامساً:أولاده: وأما ذريته الشريفة فهم: الحسن وزيد وطلحة والقاسم وأبو بكر وعبد الله، وقتل هؤلاء مع عمهم الحسين الشهيد بكربلاء، وعمرو وعبد الرحمن والحسين ومحمد ويعقوب وإسماعيل وحمزة وجعفر وعقيل وأم الحسين، ولم يعقب من ذريته إلا الحسن وزيد، فللحسن المثنى خمسة أولاد أعقبوا، وفيه العدد والبيت، وأمه خولة بنت منظور الفزارية، ولزيد ابن هو الحسن بن زيد فلا عقب له إلا منه، وأم زيد أم بشر بنت أبي مسعود الأنصارى، وقد ولى إمرة المدينة لأبي جعفر المنصور وهو والد الستّ النفيسة، وله القاسم وإسماعيل وعبد الله وإبراهيم وزيد وإسحاق وعلي. سادساً:خصاله: إن خصلة الحسن بن علي رضي الله عنه تعتبر خصلة قيادية، وقد اتصف بصفات القائد الرباني، فمن أهم هذه الصفات إيمانه العظيم بالله واليوم الآخر والعلم الشرعي والثقة بالله والصدق والكفاءة والشجاعة والمروءة والزهد وحب التضحية والتواضع وقبول النصيحة والصبر وعلو الهمة والحزم والإرادة القوية والعدل والقدرة على المشكلات وغير ذلك من الصفات، ولسبب ما أودع الله فيه من صفات القيادة الربانية فاستطاع أن يقدم مشروع الإصلاحي مع قدرته على التنفيذ والتغلب على العوائق في الطريق وتوجهت جهوده الفذة لوحدة الأمة. ومن بركات الله على الحسن رضي الله عنه أنه كان أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم. من أهم تلك الصفات التي نحاول تسليط الضوء عليها هي: 1- علمه: تربى الحسن رضي الله عنه في بيت النبوة فتأثر بجده صلي الله عليه وسلم ووالدته السيدة فاطمة رضي الله عنها في طفولته، واستفاد من والده العلم الغزير، فقد اهتم به اهتماماً كبيراً، وكان أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يعلم الناس كتاب الله ومن بينهم أبناءه ومنهم أمير المؤمنين الحسن، فتعلم منه منهجه لبيان الحكم الشرعي وطريقته في الاستنباط، والتي كانت ملامحها الالتزام بظاهر القرآن، وكان القرن الكريم لذلك الجيل ومنهم الحسن هو المنهج التربوي مع هدي النبي، فكانت للآيات القرآنية التي سمعها من والده علي رضي الله عنه أثرها في علمه وصياغة شخصيته. وتظهر غزارة علمه ودقة فقهه في علم المصالح والمفاسد، ومعرفته العميقة بمقاصد الشريعة في تقديمه وحدة الأمة وحفظ الدماء على المصلحة الخاصة من ملك الدنيا عندما تنازل لمعاوية رضي الله عنه. 2- عبادته: كان الحسن من المجتهدين في العبادة، ومارس مفهوم العبادة الشامل في حياته فقد رضع لبان العبادة مع ما رضعه من معدن النبوة وتربية الزهراء التي جاءت إلى أبيها لتطلب خادماً فدلها على ما هو أفضل من ذلك، ألا وهو التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فأطل على الحياة من بيت الزهد والعبادة والورع والتقى والحلم والصبر، وانغمس في هذه المفاهيم والمبادئ والمثل حتى غدا مثالاً يضرب به ويشهد له بذلك معاصروه من الصحابة الأبرار، ولهذا كان إذا توضأ وفرغ من الوضوء تغير لونه ...، وكان الحسن بن علي كثير الحج فقد قال عبد الله بن عباس: [[ ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشياً، ولقد حج الحسن بن علي خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإن النجائب لتقاد معه ]]. 3- زهده: وقد تأثر أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي الله عنهما بالتربية القرآنية والنبوية، فكان من أصدق النماذج الإسلامية في الزهد، فقد ضرب لنا أمثلة رائعة في الزهد ولذلك ترك الملك والسلطان رغبة فيما عند الله وحقناً لدماء المسلمين، فقد تركه وهو في قوة ومنعة، فقد قال رضي الله عنه: [[ قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت، فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ابتزها بأتياس أهل الحجاز ]]. وأخرج الحاكم عن جبير بن نفير قال: قلت للحسن: [[ إن الناس يقولون: إنك تريد الخلافة؟ فقال: قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت ويسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم أبتزها بأتياس أهل الحجاز ]]. قال ابن عساكر: ثم بايع الحسن بن علي بعد وفاة علي تسعون ألفاً، فزهد في الخلافة فلم يردها، وسلمها لمعاوية وقال: [[ لا يهراق على يديه محجمة من دم ]]. 4- إنفاقه وكرمه وجوده: وقد تأثر أمير المؤمنين الحسن بن علي بالقيم القرآنية والنبوية والتربية العلمية في حضن أمير المؤمنين علي، وانعكس ذلك على نفسيتهوضرب لنا أروع أمثلة في الجود والكرم منها ما يلى: عن سعيد بن عبد العزيز أن الحسن بن علي سمع رجلاً إلى جنبه يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف فانصرف فبعث بها إليه، وعن ابن سيرين أن الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف، وذكروا أن الحسن رأى غلاما أسوداً يأكل من رغيف لقمة ويطعم كلباً هناك لقمة فقال له: [[ ما حملك على هذا؟! فقال إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه. فقال له الحسن: لا تبرح من مكانك حتى آتيك. فذهب إلى سيده فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملكه الحائط فقال الغلام: يا مولاي! قد وهبت الحائط للذي وهبتني له ]]. ومن أخبار جوده: أن معاوية بن أبي سفيان بعث إليه بمائة ألف فقسمها بين جلسائه، فأصاب كل واحد منهم عشرة آلاف. 5- حلمه: وكان رضي الله عنه حليماً ورعاً فاضلاً، ومن أمثلة ذلك هي: كان بين الحسن وبين مروان كلام، فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ له -والحسن ساكت- فامتخط مروان بيمينه فقال له الحسن: [[ ويحك! أما علمت أن اليمين للوجه و الشمال للفرج؟ أف لك! فسكت مروانعن جويرية بنت أسماء قالت: لما مات الحسن بكى مروان في جنازته فقال له الحسين: أتبكيه و قد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال: إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا وأشار بيده إلى الجبل. 6- تواضعه: مر الحسن بن علي على جماعة من الفقراء قد وضعوا على وجه الأرض كسيرات من الخبز كانو قد التقطوها من الطريق وهم يأكلون منها، فدعوه إلى مشاركتهم، فأجابهم إلى ذالك وهو يقول: [[ إن الله لا يحب المتكبرين، ولما فرغوا من تناول الطعام دعاهم إلى ضيافتهم فأطعمهم وكساهم وأغدق عليهم من إحسانه ]] . ومن مواقف تواضعه أنه مر على صبيان يتناولون الطعام فدعوه لمشاركتهم، فأجابهم إلى ذالك ثم حملهم إلى منزله فمنحهم من بره ومعروفه وقال لهم: [[ أنهم لم يجدوا غير ما أطعموني ونحن نجد مما أعطيناهم ]]. 7-سيادته: ولقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة هذا الإمام وسيادة وجلالة قدره على مرأى ومسمع من الناس من غير مرة، وقد تواترت الروايات بقوله صلى الله عليه وسلم للحسن: { إن ابني هذا سيد }، وقال ابن عبد البر: وتواترت الآثار الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الحسن: { إن ابني هذا سيد }. وجاء من حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحسن: { إن ابني هذا سيد... }. سابعاً:صِفَاتُه الخََلْقِيْة: كان الحسن بن علي سيداً وسيماً جميلاً أبيض اللون مشرباً بحمرة أدعج العينين سهل الخدين كث اللحية، كأن عنقه إبريق فضة، عظيم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل ولا بالقصير، من أحسن الناس وجهاً، جعد الشعر، حسن البدن. ثامناً:خلافته وتنازله عنها: قال السيوطي رحمه الله : ولي الحسن رضي الله عنه الخلافة بعد قتل أبيه بمبايعته أهل الكوفة، فأقام فيها ستة أشهر وأياماً، ثم سار إليه معاوية -والأمر إلى الله- فأرسل إليه الحسن يبذل له تسليم الأمر إليه على أن تكون له الخلافة من بعده وعلى أن لا يطالب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وعلى أن يقضي عنه ديونه، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فاصطلحا على ذلك، فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: { يصلح الله به بين فئتين من المسلمين } ونزل له عن الخلافة، وقد استدل البلقيني بنزوله عن الخلافة -التي هي أعظم المناصب- على جواز النزول عن الوظائف، وكان نزوله عنها في سنة إحدى وأربعين في شهر ربيع الأول -وقيل: الآخر، وقيل: في جمادى الأولى- فكان أصحابه يقولون له: يا عار المؤمنين! فيقول: [[ العار خير من النار ]]. وقال له رجل: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال: [[ لست بمذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلكم على الملك ]]. ثم ارتحل الحسن عن الكوفة إلى المدينة فأقام بها. تاسعاً:سبب وفاته: توفي الحسن رضي الله عنه بالمدينة مسموماً، وقيل: سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، دس إليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها فقال: إنا لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا؟ وهذا ليس بصحيح قال بن كثير رحمه الله: (وروى بعضهم أن يزيد بن معاوية بعث إلى جعدة بنت الأشعث أن سُمّيِ الحسن وأنا أتزوجك بعده ففعلت، فلما مات الحسن بعثت إليه فقال: إنا والله لم نرضك للحسن أفنرضاك لأنفسنا. وعندي أن هذا ليس بصحيح وعدم صحته عن أبيه معاوية بطريق الأولى والأحرى) . وقال ابن خلدون رحمه الله: (وما ينقل من أن معاوية دس إليهم السم مع زوجه جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة وحاشا لمعاوية من ذلك) . وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وقيل: في خامس ربيع الأول سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين وجهد به أخوه أن يخبره بمن سقاه فلم يخبره، وقال: [[ الله أشد نقمة إن كان الذي أظن وإلا فلا يقتل بي والله بريء ]] عاشراً:وفاته: قال السيوطي رحمه الله : وفي الطيوريات عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال: لما حضرت الحسن الوفاة جزع فقال له الحسين: [[ يا أخي ما هذا الجزع؟ إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي وهما أبواك وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك، وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر وهما عماك. فقال له الحسن: أي أخي! إني داخل في أمر من أمر الله تعالى لم أدخل في مثله، و أرى خلقاً من خلق الله لم أر مثله قط ]]. قال ابن عبد البر: وروينا من و جوه أنه لما احتضر قال لأخيه: [[ يا أخي! إن أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه، ووليها أبو بكر ثم استشرف لها وصرفت عنه إلى عمر ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما قتل عثمان بويع علي، ثم نوزع حتى جرد السيف فما صفت له، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء الكوفة فأخرجوك وقد كنت طلبت من عائشة رضي الله عنها أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نعم، فإذا مت فاطلب ذلك إليها، وما أظن القوم إلا سيمنعوك فإن فعلوا فلا تراجعهم، فلما مات أتى الحسين إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: نعم وكرامة، فمنعهم مروان فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى رده أبو هريرة، ثم دفن بالبقيع إلى جنب أمه ]].
|
| |