11 / 04 / 2025, 03 : 05 PM | المشاركة رقم: 4 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 06 / 12 / 2017 | العضوية: | 54443 | المشاركات: | 1,453 [+] | بمعدل : | 0.53 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 236 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح 1 العلاقة بين المرأة والرجل آدابُ النِّكاحِ أبحاث تمهيدية حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الْهِجْرِيَّ 13/ شوال مِن حُسن المطالع وطيب المواقع أن أكتب عن موضوع الزواج في شهر شوال من العام 1446 الهجري .. إذ .. يُستَحَبُّ التَّزَوُّجُ والدُّخولُ في شَوَّالٍ ما أمكَنَ لذلك سبيلاً . الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ: ۱ . ) عن عُروةَ، عن عائِشةَ رضي الله عنها ، قالت : « „ تَزَوَّجَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شَوَّالٍ ، وبَنى بي في شَوَّالٍ ، فأيُّ نِساءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أحظى عِندَه مِنِّي؟ “ » ؛ .. قال : « „ وكانت عائِشةُ رضي الله عنها تَستَحِبُّ أن تُدخِلَ نِساءَها في شَوَّالٍ “ » [ أخرجه مسلم (1423) ٢ . ) كما ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج بأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها في شهر شوال .. فـ كانت تقول: « „ ما بأس في النكاح في شوال والدخول فيه “ » ؛ فــ : « „ قد تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شوال ، وَأَعْرَسَ بي في شوال “ »] بيد أنه ۳ . ) قد ذكرت كتب السيرة أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلَّم ـ عقد لـ فاطمة بنتِه عَلَى عليِّ بن أبي طالب بعد بنائه بـ عائشة بـ أربعة أشهر ونصف الشهر ، وحيث قد علَّمنا أن زواجه وبناءه بـ عائشة كان في شوال فـ يكون زواج فاطمة في شهر صفر ، وذكر بعضهم أنه كان في أوائل المحرّم.. ــــــــــــــــــــــ لم يختلف ذوو الكلمة واصحاب الرأي من العقلاء واهل التبصرة من أصحاب الفهوم على أن النِّكاح [(وهي لفظة قرآنية)] أمر مرغوب .. وأن الزواج أمر محبوب .. لذا وجدت أحكام الأحوال الشخصية .. والزواج والأحوال الشخصية لفظتان حديثتان .. فقد خلق الله الإنسان، وجعل منه الذكر والأنثى ، وركب في كل منهما غريزة ميل طبيعي لـ كل واحد منهما للآخر : غريزة النوع .. ومن هنا فالعاقل السوي لا يرغب عنه عادة ، ولحظة أن تم واكتمل خلق الإنسان الأول خُلقتْ بـ جواره زوجه ورافقته اينما حلَّ ورحل .. إلا قليلاً .. وكلمة إنسان جاءت مِن الإنس أي خلاف الجن .. أو من الأنس أي خلاف النفور ، والإنسي لكل ما يؤنس به سمى الإنسان بذلك ؛ لأنه خلق حلقة لا قوام له إلا بأنس بعضهم ببعض ؛ الإنسان مدني بالطبع من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه . وقيل سُمى بذلك لأنه يأنس بكل ما يألفه .. فإن من حِكم الله تعالى ذكره أن خلق البشر مختلفين - خلق ذكرًا وأوجد أنثى - وجعل لكل منهما مهمته الخاصة به في مضمار حياته .. بل يوجد تغيير في التركيبة الأصلية لكل منهما.. لـ تحقيق المنافع الدنيوية والمصالح الأخروية وتكثيرها ، ودفع المفاسد والمضار وتقليلها ، كما شَرع سبحانه وعزَّ شأنه ما ينظم العلاقة بين الجنسين ، على أساسٍ من التكامل والتوافق وليس التناحر والنِّدِّيَّة ، لذا حثت الشريعة الغراء السمحاء على إقامة العدل بين الرجل والمرأة. فـ .. العدل في التشريع والإسلام بمثابة الروح التي تسري في جنبات الحياة ؛ فما مِن تشريع في الإسلام إلا وهو قائم على العدل ؛ لذا جاء الأمر به صريحًا في القرآن الكريم ؛ يقول الله تقدست أسماؤه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ﴾ .. ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَ ﴾ وفي النص القرآني يأمر الله تعالى ذكره بالعدل في الفِعال والمَقال ، على القريب والبعيد .. والله تعالى شأنه يأمر بالعدل لكل أحد .. في كل وقتٍ وزمان وفي كل حال ومكان .. وقد تجلّت مظاهر العدل بين الرجل والمرأة في جوانب عدة .. ومِن أبرزها .. وهو موضوع هذه البحوث : * . ) العلاقة الأُسرية .. وما يترتب على علاقة الرجل بالمرأة : الناظر إلى العلاقات الأسرية وما يترتب عليها في التشريع الإسلامي يرى بـ وضوح أن من أهم سماتها ومميزاتها وقوامها : العدل بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات ؛ وفي هذا المعنى يقول الله تعالى ذكره : ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف ﴾ .. وتعد هذه الآية من أوائل ما نزل في الإسلام في بيان العلاقة بين الذكر والأنثى .. بين الزوجين .. والقائمة على إعطاءِ كل ذي حقٍّ حقه .. بغض النظر عن جنسه أو نوعه .. فـ يؤكد الراغب الأصبهاني هذا المعنى بقوله: “ يتبين أن لكل واحد على الآخر حقًّا كـ حق الآخر ، فمما تشاركا فيه مراعاتهما للمعنى الذي شرع لأجله النِكاح وهو : طلب النسل ، وتربية الولد ، ومعاشرة كل واحد منهما للآخر بالمعروف والحسنى ، وحفظ المنزل ، وتدبير ما فيه ، وسياسة ما تحت أيديهما ؛ حماية كل واحد على الآخر بقدر جهده وحده .. فـ كما أن على النساء واجبات تجاه أزواجهن ، فإن الآية مصرحة بأن لهنَّ حقوقًا قبل أدائهن لهذه الواجبات .. بهذا الميزان الدقيق ضَربت الآية أروع الأمثلة في التعاملات الأسرية بين الرجل والمرأة .. فـ انكشف بذلك زيف الحضارة المادية الحديثة التي لم تجعل للمرأة حقوقًا أصلًا ، وإنما عاملتها على أنها سلعة للاستمتاع ، تباع وتشترى كما السلع الأخرى. ومما يسترعي النظر في الآية الكريمة لفظة ﴿مِثْلُ﴾ وما تضمنته من التسوية بين الجنسين في الحقوق والواجبات .. والمعنى : المساواة في جملة الحقوق والواجبات لا المساواة في جنسها ، على تفصيل في ذلك بينته الشريعة .. وقد بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صريحًا في خطبته في حجة الوداع بقوله: “ ولهنَّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف” وهذا البيان والتفصيل لتلك المسائل سأبدء فيه خلال البحوث القادمة مِن بعد إذنه تعالى وبمشيئته وعونه وتوفيقه .. فقد يكون وجه المماثلة بينهما ظاهرًا لا يحتاج إلى بيان : ڪــ المماثلة بينهما في تربية الأولاد ؛ وتنشئتهم على الإسلام ، وقد يكون خفيًّا يحتاج إلى بيان وتفصيل ، وبطبيعة الحال فإنه مما يعلم سلفًا الاختلاف والتباين بين الذكر والأنثى ، سواء في التكوين الجسدي .. والمزاجي .. النفسي في بعض الأحيان .. أو في مقاصد خلق كل واحد منهما ؛ إذ جعل الله تعالى لكل من الذكر والأنثى وظيفة حياتية تناسب قدراته وخِلقته والمقصد الذي خُلق له .. فـ يمكن القول إجمالًا : إنه حيثما تحققت المماثلة الكاملة بين الرجل والمرأة في شيء شُرعت الأحكام الشرعية ؛ تحقيقًا للمصالح والمنافع وتكثيرها ، ودفعًا للمفاسد والمضار وتقليلها ؛ نلحظ ذلك في قوله تعالى: ﴿بِالْمَعْرُوفِ﴾ *. ) حسن المعاشرة بين الزوجين ؛ حيث رغب الشارع الرجال في ذلك بقوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ والمعنى: طيبوا أقوالكم لهن ، وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله .. فـ من المستحب أن يتزين الرجل لزوجته ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ” إني لأتزين لامرأتي ، كما تتزين لي ، وما أحب أن أستنظف كل حقي الذي لي عليها ، فتستوجب حقها الذي لها عليّ ؛ لأن الله تعالى قال: .:﴿ " ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف.: ﴾. ” .. *. ) المماثلة في تحمل مسئولية الرعاية ، ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال»: ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته «.. ثم يقول عليه السلام: » والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسئولة عنهم ..ثم يختم بالقول : » ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته. « *. ) المماثلة في درء الفتنة والتطلع إلى العورات ؛ ومن ذلك تحريم الشارع الحكيم نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية ، وكذا تحريم نظر المرأة إلى الرجل الأجنبي ؛ قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ وفي الآية بعدها مباشرة قال سبحانه: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} الآية . *. ) المماثلة في بعث الحكمين للسعي في حل المشكلات التي قد تقع بين الزوجين ؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ . *. ) اختص الله سبحانه النساء بـ بعض الأحكام التي تناسب طبيعتها الخِلقية وأنوثتها ، وتتوافق مع مهمتها ووظيفتها : ڪــ الحيض والحمل ، والولادة ، والرضاعة ، والحضانة ، ونحو ذلك. * . ) التراضي بين الزوجين والتشاور في فطام الطفل الرضيع قبل الحولين ؛ قال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا .. والمعنى: فإن أراد الوالدان فطامًا للطفل قبل الحولين ، ويكون ذلك عن اتفاق الوالدين ومشاورة أهل العلم به ، حتى يخبروا أن الفطام في ذلك الوقت لا يضر بالولد ، فلا حرج عليهما في الفطام قبل الحولين .. لا بدَّ من التأكيد على أن الإسلام يدعو إلى العدل بين الرجل والمرأة ، ويحث على قيام كل واحد منهما بوظيفته المناسبة لخَلقِه وبنيته ؛ يقول الله تعالى: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ . وهناك فرق كبير بين العدل وبين المساواة .. فـ كلمة “العدل” صريحة في الدلالة على المقصود ، فهي تدل على وضع الأمور في مواضعها ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، من غير وكس ولا شطط ولا ظلم ولا جور .. فمما لا شك فيه أن دين الإسلام تحرى العناية بإصلاح شأن المرأة ، كيف لا وهي نصف النوع الإنساني! فـ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال»: إنما النساء شقائق الرجال« .. وشقائق جمع شقيقة ، والشقيق : المثل والنظير ، كـ أنه شُقَّ هو ونظيره من شيء واحد ، فهذا شِقّ وهذا شِقّ ، ومنه قيل للأخ شقيق والمعنى: أن الخِلقة فيهم واحدة ، والحكم فيهم بالشريعة سواء . . مع مراعاة الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة .. إذ لا تصح : منازعة إرادة الله الكونية القدرية في الفوارق الخَلقية والمعنوية بينهما ، و لا يجوز منابذة الإسلام في نصوصه الشرعية القاطعة بـ الفرق بين الذكر والأنثى في أحكام عدة وكثيرة .. ولوجود هذا الإختلاف في التركيبة الأصلية لكل منهما .. فـ قد اثبت الوحي المنزل في آية قطعية الثبوت وقطعية الدلالة .. فـ بيَّنَ القرآنُ الكريم الفوارق بين الذكر والأنثى إجمالًا فـ نطق القرآن يقول : ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾ .. والمعنى كما قال الربيع: كانت امرأة عمران حرّرت لله ما في بطنها ، وكانت على رجاء أن يهبَ لها غلامًا ؛ لأن المرأة لا تستطيع ذلك - يعني: القيام على الكنيسة لا تبرحها، وتكنُسها - لما يصيبها من الأذى .. يعني: الحيض والنفاس ونحوهما .. وللمرأة مكانة رفيعة في المجتمع الإسلامي ، ينظر إليها على أنها المربية للمجتمع بأسره ؛ وكما يقول الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق فهي الأم والأخت والبنت والزوجة ؛ لذا كانت مكانتها راجعة إلى ما يلقى عليها من أعباء وواجبات ، قد تفوق في بعض الأحيان ما يتحمله الرجل ، وقد دل القرآن الكريم على هذه المكانة إجمالا ، وفصلتها السنة النبوية المطهرة ؛ ولعل هذه المسائل تحتاج لتبيان وشرح وتفصيل .. سيأتي لاحقاً بشيئته تعالى .. *. ) وبالجملة فإن المرأة قد تماثل الرجل في بعض الأمور ، وقد تخالفه في بعضها ، وضابط هذا هو معيار العدل الذي جعلته الشريعة حكمًا ، فما جاء به الإسلام من التفريق بين الرجل والمرأة ينظر إليه المسلم على أنه رحمة من الله تعالى لعباده ، ورفقًا بهم ، وتحقيقًا لخلافة الإنسان في الأرض. .. .. لذا وَجبَّ التعرف عن قرب لـ شخصية كل منهما .. أو ما يسمى حديثاً بـ مدرسة الأزواج .. أو بحوث عشرة النساء .. وكيفية معاملة الرجل وفهم طبيعة كل منهما .. [ ( 1 . ) ] : " أبحاث تمهيدية " .. و هذه تندرج تحت : ( الآداب الشرعية من أبواب : : آدابُ التَّعامُلِ مع الآخر : [(آدابُ النِّكاحِ ) ] . ملف عن : أحكام النِكاح .. ومسائل الزواج .. وموضوع الأحوال الشخصية .. خاصةً .. إذ ارتفعت نسبة الغاضبات .. والتاركات بيت الزوجية .. فــ المطلقات .. وما يلحق ذلك من مشاكل أسرية وطفولية .. تأثر في نفسية وعقلية شباب المستقبل .. اضف : العانسات .. ومَن عزف من الشباب عن الزواج ! ــــــــــــــ حُرِّرَ في العام ١٤٤٦ الهلالي الْهِجْرِيَّ 13/ شوال ~ 11 أبريل 2025م ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ). ( د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ -حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-)
|
| |