لا للانقطاع
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ ). متفق عليه
تقول عائشة رضي الله تعالى عنها. كان عمله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ديمة ]
لما سئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا قال : ( بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان ).
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون , فأن الله لا يمل حتى تملوا , وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل "[ رواه البخاري ومسلم ]
وليس في سياط التأديب للنفس أجود من سوط عزم , وإلا وَنَت وأَبَت ,لأن فساد الأمر في التردد .
والنفس من أعجب الأشياء مجاهدة
لأن أقواماً أطلقوها فيما تحب , فأوقعتهم فيما كرهوا .
وآخرين بالغوا في خلافها حتى منعوها حقها , وإنما الحازم من تَعلمَ منه نفسُه الجد وحفظ الأصول ,
فإذا ما أفسح لها في مباحٍ ,لم تتجاسر أن تتعداه ,لأن تفقد النفس حياة , وإغفالها لون من ألوان القتل صبراً .
والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم .
فلنحرص ولو على القليل من صيام النفل، ولنداوم ولو على القليل من القيام، ولنقرأ كل يوم ولو القليل من القرآن،
ولنتصدق ولو بالقليل من المال والطعام، وهكذا في سائر الأعمال، ولنحيي بيوتنا ولنشجع أولادنا وأزواجنا.
* قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يا عبد الله ,لا تكن مثل فلان , كان يقوم الليل فترك قيم الليل " [ متفق عليه ] .
ومن أراد أن يرى التلطف بالنفس , فليداوم النظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
وليستمع إلى قوله : " إن هذا الدين متين , فأوغلوا فيه برفق فإن المنبت لا أرضاً قطع ولاظهراً أبقى " [ رواه أحمد ]
وعند البخاري في صحيحه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الدين يسر , ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ".
وقفة محاسبة قبل الرحيل
العاقل اللبيب من جعل رمضان مدرسة لبقية الشهور بالاستمرار والمداومة على الطاعات والواجبات، ولو كانت قليلة؛ فقليل دائم خير من كثير منقطع.
العبادات فرضت فى الإسلام ليس للأداء بل لحكمة وهو تحقيق التقوى
ومن أعظم ثمار الصيام، تربية القلوب على مراقبة الله وتعويدها على الخوف والحياء منه.
ويقول القسطلاني - رحمه الله - معدداً ثمرات الصوم :
" ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان "
وغاية الصيام التقوى؛ يتمثل فيها الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
تقوى صادقة دقيقة يترك فيها الصائم ما يهوى حذرًا مما يخشى. ولئن كانت فرائض الإسلام وأحكامه وأوامره ونواهيه كلها سبيل التقوى، فإن خصوصية الارتباط بين الصيام والتقوى شيء عجيب.
فهل حققنا تقوى الله في أنفسنا ؟
ما الذي جنيناه من ثمار الطاعات هذا الشهر المبارك ؟
يا خادم الجسم كم تسعي لخدمته *** أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
هل قرأنا القرآن وتدبرناه وعملنا به ؟
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة وعن المعصية ؟
وما أحسن قول القائل :
رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الذل إدمانهـا وترك الذنوب حياة القلوب *** وخـير لنفسك عصيانهـا
ومن أراد السعادة فليلزم عتبة العبادة ، وليجتنب الإساءة .
.يقول أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه :
( لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام الله عز وجل )
و يقول الحسن البصري رحمه الله :
( إذا لم تقدر على قيام الليل ، ولا صيام النهار ، فاعلم أنكم حروم ، قد كبلتك الخطايا والذنوب )
هل ربينا أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟
[CENTER][URL="