المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 06 / 12 / 2017 | العضوية: | 54443 | المشاركات: | 1,396 [+] | بمعدل : | 0.53 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 228 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح [١. ] المشهد الأول: » ما قبل خلق آدم« مدخل : لـ وجود مخلوقات قبل آدم ـ أي قبل وجود الإنسان الأول ـ ويحق لــ سائل أن يقول فيستفسر : هل كان قبل آدم -عليه السلام- على الأرض أحد ؟. وليسأل آخر : هل كان يوجد قوم قبل آدم -عليه السلام- اسمهم ( جن ) وقوم اسمهم ( حن ) ؟. وليسأل ثالث : ما الفائدة من بحث مثل هذه الأمور!؟. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نستعين بالله تعالى وندعوه التوفيق والسداد؛ إذ أن المسائل الغيبية يحلو لكثير البحث فيها وعنها واستجلاب عجائبها ... خاصة ونحن جميعاً في زمن الفراغ الفكري؛ ووصول ضعاف العقول لسدة الحكم والرئاسة كما قال أحد فلاسفة كندا-لا أذكر اسمه الأن - وما دعاني للبحث في هذه الجزئية قبل الحديث عن خلق سيدنا آدم؛ تلك الإشارة اللطيفة التي جاءت في محكم الذكر الحكيم ألا وهي مقولة الملآئكة /: "أتجعل فيها مَن يفسد فيها ويسفك الدماء" .. فهذا أخبار عن رؤية لا يعلمها إلا خالق الملآئكة.. [ .١. .١. ] :« لم يأت في الكتاب الكريم-المحفوظ بعناية الله -تعالىٰ-؛ولا في أحاديث السنة النبوية العطرة -علىٰ صاحبها أفضل السلام وأعطر التحية-: شيء يدل علىٰ أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم -عليه السلام- .. وعليه: فلا أعلم دليلاً -اطمئن إليه- من الكتاب أو السنة يدل علىٰ أن الأرض كانت مسكونة قبل آدم -عليه السلام- ... [ ١ . ٢. ] : « وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين، -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- أي ما جـاء عن بعـض السلف .. » . ويصح لي أن أعتبره من مِلَح التفسير وليس من متين العلم... [ ١ . ٣. ] : « أما أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ؛ فـ من ذلك : [ ١. ٣. ١ ] : « القول الأول : أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة )، وهم الذين خلقهم الله -تعالىٰ- من النار، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير. روى الطبري في تفسيره (1 /232) عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : " أول من سكن الأرض الجن، فأفسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضا " . وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :" إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء، وخلق الجن يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة، فكفر قوم من الجن، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم، فكانت الدماء، وكان الفساد في الأرض " . وهذا القول عن أنس أجد فيها وجاهة في إكمال البحث.. إذ كأنه تأويل لجزء من آية البقرة التي نحن بصدد فهمها.. أول قل إن شئت تفسيرها.. [ ١ . ٣. ٢. ] : « القول الثاني : لم يكن علىٰ الأرض قبل آدم -عليه السلام- أحد لا من ( الجن ) ولا منغيرهم. وهذا القول رواه الطبري في تفسيره أيضاً (1 /232 ) عن عبدالرحمن بن زيد قال :" قال الله -تعالىٰ ذكره وجلَّ قدره- للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا، وأجعل فيها خليفة.. وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة، والأرض ليس فيها خلق" . يقول الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1 /228): " تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات، بذكر إرادته -تعالىٰ- جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال علىٰ الأرض بعد خلقها، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل، فالخليفة آدم، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله -تعالىٰ- من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي، وتلقين ذريته مراد الله -تعالىٰ- من هذا العالم الأرضي" انتهى . أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلىٰ أي سند صحيح. يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1 /55) : " قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام، وكان قبلهم في الأرض (الحِنُّ ) و ( البِنُّ)، فسلط اللهُ الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى . قال الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1 /228) : " إذاصح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ ) و ( البِنُّ ) [بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني] ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ ) و ( الرَّمُّ ) بفتح أولهما، وأحسبه من المزاعم، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلىٰ غير موجود أو غير معروف، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن: الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه ( الطم ) و ( الرم ) .. و كان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ٰ(التيتان) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم" انتهى.
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَى)
**
|