عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 04 / 2015, 21 : 12 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 5.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
أحكام المد والقصر

اعلم أن الأصل في هذا الباب ما نقله في النشر من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - ولفظه كان ابن مسعود يقرأ رجلًا فقرأ الرجل: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [التوبة: 60]، مرسلة؛ أي: مقصورة، فقال ابن مسعود ما هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبدالرحمن؟ فقال: أقرأنيها: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [التوبة: 60]، فمدها؛ قال ابن الجزري: هذا حديث جليل حجة، ونص في هذا الباب، رجال إسناده كفاءة ثِقات[1].

والأصل في المد عمومًا ما رواه البخاري في صحيحه باب مد القراءة عن قتادة، قال: سألت أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال كان يمد مدًّا [2]، وفي رواية كان يمد صوته مدًّا[3]، قال مكى بن أبي طالب القيسي فيه في الكشف: فهذا عمومًا في كل ممدود، وذكر الصوت دال على المد[4].

تعريف المد والقصر:
أما تعريف المد، فهو في اللغة: الزيادة ومنه قوله تعالى: ﴿ يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ ﴾ [آل عمران: 125]؛ أي: يزدكم، وفي الاصطلاح: إطالة الصوت بأحد حروفه الثلاثة إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون.

تعريف القصر:
أما تعريف القصر، فهو لغة: الحبس، ومنه قوله تعالى: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ ﴾ [الرحمن: 72]؛ أي: محبوسات، وفي الاصطلاح: إثبات حرف المد فقط وحرف اللين وحدة من غير زيادة عليهما.

ويستفاد من التعريف للقصر بالنسبة لحرف المد فقط المراد منه هنا ترك الزيادة التي فوق مقدار المد الطبيعي لا ترك المد بالكلية.

وقد يرد القصر ويراد منه حذف حرف المد كليةً أو نوعًا ما، وهو قليل وسنوضحه عند التعرض له في الوقف على اللين المجرور والمرفوع بالروم[5].

هذا: والقصر هو الأصل؛ لأنه لا يحتاج إلى سبب.

مقدار الحركة في كل من المد والغنة والسكت:
مقدار الحركة هو النطق بحرف هجائي على الوجه الذي يأتي به القارئ من السرعة أو البطء على هذا، فإن ما مقدار مده حركتان يكون مقداره مقدار النطق بحرفين، أو ما حقه أن يمد بمقدار أربع حركات، يكون مقدار النطق بأربعة أحرف هجائية.

فإن قيل: ما مقدار الحركة؟ فقل: هو أن تمد صوتك بقدر النطق بحركتين إحداهما حركة الحرف الذي قبل حرف المد، والأخرى هي حرف المد، مثاله: ب ب، فحركة الباء الأولى هي حركة الحرف الذي قبل حرف المد، والثانية هي مقدار حرف المد نحو قال ويقو، وقيل، فحركة القاف في الأمثلة الثلاثة هي إحدى الحركتين، والألف في المثال الأول والواو في المثال الثاني، والياء في المثال الثالث هي الحركة الثانية.

حروف المد:
وأما حروف المد الثلاثة وهي الواو المدية المضموم ما قبلها والياء المدية المكسور ما قبلها والألف المدية المفتوح ما قبلها، ويجمعها لفظ (واي)، ويجمع أمثلتها لفظ (نوحيها)، وتسمى الحروف الثلاثة هذه حروف مد ولين لخروجها بامتداد ولين من غير كلفة على اللسان.

وأما حرفي اللين، فهما الياء والواو الساكنتان المفتوح ما قبلها؛ نحو: (شيء، وبيت، وخوف) وسُميت بذلك لخروجها بلين وعدم كلفة على اللسان.

ويتلخص مما ذكر أن الياء والواو تارة توصفان بحرفي المد واللين إذا سكنتا وانكسر ما قبل الياء، وانضم ما قبل الواو؛ نحو: "سيئت، قروء".

وتارة توصفان بحرفي اللين فقط، وذلك إذا سكنتا وانفتح ما قبلها؛ نحو: "قريش، وخوف"، وإما أن تكون غير مديتين ولا لينتين، وهذا إذا تحركتا؛ نحو: "يأتي، يوم، ووضع"، وأما الألف، فلا توصف إلا بحرف المد واللين، وهذا الوصف لازم لها؛ لأنها لا تتغير عن سكونها، ولا عن فتح ما قبلها بخلاف الواو والياء في أحوالهما الثلاثة.

وقد أشار العلامة الجمزوري في تحفته إلى حروف المد وحرفي اللين وشروط كل بقوله:
حروفه ثلاثة فعيها
من لفظ (واي) وهي في نوحيها
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم
شرط وفتح قبل ألف يلتزم
واللين منها اليا واووٌ سكنا
إن انفتاح قبل كل أعلنا

الكلام على المد الأصلي الطبيعي:
ويسمى بالمد الطبيعي أيضًا: وهو الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من أسباب المد الفرعي الآتية بعد، ويكفي فيه وجود حرف المد واللين.

وضابطه: ألا يقع بعد حرف المد واللين همز ولا سكون؛ نحو: (قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون - الذي يوسوس - لقد كان في يوسف).

وسمي طبيعيًّا؛ لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزيده عليه - وسمي أصليًّا؛ لأنه أصل لجميع المدود، وكما سمي بالطبيعي وبالأصلي يسمى أيضًا بالمد الذاتي وبمد الصيغة، أما كونه ذاتيًّا، فلأن ذات الحروف لا تقوم إلا به، ولا تجتلب بدونه، وأما كونه من الصيغة، فإن صيغة حروف المد أي بنيتها تمد لكل القراء قدر مدها مدًّا طبيعيًّا الذي لا تقوم ذاتها إلا به؛ قال الإمام ابن بري في الدر اللوامع:
وصيغة الجمع للجميع
تمد قدر مدها الطبيعي[6]

أقسام المد الطبيعي:
ينقسم المد الطبيعي إلى قسمين:
الأول: المد الطبيعي الكلمي.

الثاني: المد الطبيعي الثنائي، ولكل منهما كلام خاص يتميز به عن الآخر، وإلى الكلام على كل منهما:
المد الطبيعي الكلمي: هو ما كان موجودًا في كلمة؛ نحو: (ينادونك - فسيكفيكهم الله)، ولأجل هذا سُمِّي كلميًّا.
وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: أن يكون ثابتًا في الوصل والوقف في وسط الكلمة أو في آخرها؛ نحو: "ولم يولد"، ونحو "قالوا"، وما إلى ذلك.

الثاني: أن يكون ثابتًا في الوقف فقط دون الوصل، كالألفات المبدلة من تنوين؛ نحو: "رقيبًا، كبيرًا" عند الوقف عليها، والمدود التي تحذف وصلًا لالتقاء الساكنين؛ نحو: "وإلى الله".

الثالث: أن يكون ثابتًا في الوصل دون الوقف، كالمد في هاء الصلة؛ نحو: "فله جزاءً الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرًا".

مقدار المدر في الطبيعي الكلمي:
أما مقداره في جميع أنواعه المتقدمة، فهو مد الصوت بمقدار حركتين اثنتين فقط لكل القراء بالإجماع، ويحرم شرعًا النقص عن هذا القدر أو الزيادة عليه[7].

وقد أشار العلامة الجمزوري إلى ما تقدم ذكره في هذا القسم في تحفته بقوله:
والمد أصلي وفرعي له
وسم أو لا طبيعيًّا وهو
ما لا توقف له على سبب
ولا بدونه الحروف تجتلب
بل أي حرف غير همز أو سكون
جاء بعد مدِ فالطبيعي يكون

تعريف المد الطبيعي الثنائي وحروفه ومواضعه:
فأما الطبيعي الثنائي، فهو ما كان موجودًا واقعًا في فواتح السور من الحروف الهجائية الثنائية لفظًا لا خطًّا المجموعة في (حي طهر)؛ نحو: "طه"، ومواضعه في القرآن الكريم في واحد وعشرين موضعًا؛ منها: سبعة للحاء وهي الحواميم السبعة، واثنان للياء، وهما: بأول مريم ويس، وأربعة للطاء، وهي "طه"، والطواسيم الثلاثة، وهي الشعراء والنمل والقصص، واثنان للهاء: وهما أول "مريم، وطه"، وستة للراء، وهي: أوائل "يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر" على التوالي.

[1] رواه الطبراني في معجمه الكبير؛ انظر: نهاية القول المفيد، ص128.
[2] فضائل القرآن باب مد القراءة.
[3] سنن النسائي شرح السيوطي.
[4] انظر هداية القارئ في تجويد كلام الباري ص265.
[5] وهو خاص بحرف اللين المجرور والمرفوع بإثبات الروم بقدر ما.
[6] المراد بالجمع حروف المد والمراد للجميع القراء، انظر الدرر اللوامع ص46.
[7] أما ما فعله بعض المؤذنين في المساجد من الزيادة في المد الطبيعي عن مده المعروف أي عرف القراء أو نقص عنه - فمن أقبح البدع وأشد الكراهة لا سيما وقد يقتدي بهم بعض الجهلة من القراء.









عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس