06 / 06 / 2012, 48 : 03 PM | المشاركة رقم: 5 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,714 [+] | بمعدل : | 29.98 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19424 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى السيرة النبويه مصعب الشهيد : واشتعلت نار الحرب مرة أخرى في ( أ ُحد ) وكان قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى العدو على رأس جيش بلغ حوالي ألف مقاتل .. وقد قسّم هذا الجيش الى ثلاث كتائب . 1 – كتيبة المهاجرين , وأعطى الراية فيها لمصعب بن عمير العبدري القرشي . 2 - كتيبة الاوس من الانصار , وأعطى الراية فيها للحبّاب بن المنذر بن الجموح . 3 – كتيبة الخزرج من الانصار أيضاً , وأعطى الراية فيها لأسيد بن حضير . فاشتبك الجانبان والتحم الفريقان , وانتصر المسلمون أول النهار , لكن ما لبث أن نظر بعضهم إلى متاع الدنيا فأدبهم الله بالهزيمة , وكان مصعب يتقدم كتيبته وهو يحمل لواء المسلمين مستبسلاًَ فثبت به ثبوت الرواسي , فأقبل ( ابن قمئة ) من فرسان قريش فضرب يده اليمنى فقطعها و ( مصعب ) يقول : " وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل " . وأخذ اللواء بيده اليسرى فأكب عليه ليحميه من السقوط على الارض فضرب يده اليسرى فقطعها فأكب على اللواء وضمه بعضديه على صدره وهو يقول : ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ) ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه في صدره واندق الرمح , ووقع ( مصعب ) وسقط اللواء فابتدره رجلان من بني عبد الدار هما : سويبط بن سعد , وأبو الروم بن عمير , فأخذه أخوه أبو الروم , ووقف محمد صلى الله عليه وسلم على الشهداء يقرأ قوله تعالى : (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه * ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا )) . ووما زاد في ارباك الموقف بعد استشهاد مصعب : أن اشاعة سرت مفادها أن المشركين تمكنوا من قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم , ونادى مناديهم بذلك , وسبب هذه الاشاعة : أن طلعة مصعب كانت شبيهة بطلعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاصة اذا لبس السلاح , فظن الفارس المشرك ابن قمئة الذي قتله أنه قد قتل محمداً فصاح : ( لقد قتلت محمداً ) فشاع هذا الخبر الكاذب بين المقاتلين . فوقع مزيد من الذعر والارتباك في صفوف المسلمين المطوقة .. وفي النهاية انتهت المعركة الطاحنة لصالح المسلمين . ثم حُمل مصعب بن عمير الى الرسول صلى الله عليه سلم فنظر اليه , وقد ذكر أيامه الماضيات في مكة , فقال : لقد رأيتك يا مصعب بمكة , وما بها أحد أرق حُلّة ولا أحسن لمّة منك , ثم أنت مشعّت الرأس في بردة . فعن خبّاب قال : قُتل مصعب يوم أ ُحد فلم نجد له شيئاً نكفنه فيه الا نَمِرة – أي اِزار – كنا اذا غطينا بها رأسه خرجت رجلاه , واذا غطينا رجليه خرج رأسه , فأمرنا رسول الله أن نغطي بها رأسه ونجعل على رجليه اِذخِراً – أي حشيشة طيبة الرئحة – أخرجه البخاري ومسلم . ثم أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُقبر , فنزل الى قبره أخوه أبو الروم بن عمير وعامر بن ربيعة وسويبط بن سعد بن حرملة . وكانت تلك هجرته الاخيرة الى الله ورسوله , وهو يؤمئذ ابن أربعين سنة أو يزيد . رحمك الله يا مصعب , ورضي الله عنك وأرضاك يا أكرم شهيد عند الله . فقد ضربت لنا مثلا أعلى في البطولة والاستبسال ونكران الذات , وفزت بجنات الخلد وبما نلته أعلى درجات الشهادة , وتركت دنياك الفانية لتهب لغيرك من أبناء قومك من المؤمنين حياة العز والكرامة والايمان . وكنت حقاً يا مصعب , من الرجال المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه . فسلام عليكم بما صبرتم فنعم عُقبى الدار!! مصادر البحث : طبقات ابن سعد : 3/82 , الأصابة ترجمة ( 8004 ) , صفوة الصفوة : ج1 ترجمة ( 17 ) , واسد الغابة : 4م368 , وحلية الأولياء : 1/106 , الأستيعاب في معرفة الاصحاب : ج4 ترجمة (2553) , الأعلام للزركلي ..
|
| |