ملتقى أهل العلم - عرض مشاركة واحدة - ويحك أيها الانسان
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 05 / 2008, 33 : 05 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
روضة
اللقب:
عضو ملتقى برونزي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية روضة


البيانات
التسجيل: 25 / 12 / 2007
العضوية: 14
المشاركات: 466 [+]
بمعدل : 0.07 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 258
نقاط التقييم: 12
روضة is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
روضة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
ويحك أيها الإنسان


ليس في المخلوقات كلها ما هو أعجب أمراً من الإنسان ولا ما هو أكثر جمعاً للمختلفات منه ، فالإنسان أمره كله أعجب ، انظر إليه فبينما ترى فريقاً منه ينازع الملائكة الطهر والسمو الروحي والجمال المعنوي النفسي إذا بك ترى فريقاً آخر منه ينازع الشياطين الخبث والإنحطاط الروحي والقبح المعنوي النفسي .

ثم انظر إليه فبينما ترى فريقاً منه يسمو ويمعن في سموه حتى يتصل بالملأ الأعلى ، إذا أنت ترى فريقاً آخر منه يهوى ثم يغلو في هويه في دركات الصغار والضعة والهوان المزري حتى يرضى لنفسه بأن تتعبد الأحجار والأشجار والجماد الصامت الوضيع وتتلمس حاجاتها وشفاء كلومها تحت أطباق الرغام وبين ضرائح الرمم وعظام الموتى وهياكل الإنسان الفانية البالية وحتى تشكو قضاء السماء إلى رهين الثرى والبلى وحتى يفزع الإنسان الحي السوي إلى الإنسان الميت يستدفع به فوادح الأقدار


ضل الإنسان وغوى فعبد الشمس والقمر والأجرام العلوية فقيل أغراه بهذه الضلالة وبهذا النـزول الفكري الاعتقادي ما رآه في هذه الأفلاك العلوية النيرة من الجلال والجمال والإشراق الباهر والعظم المشهود الفتان ،
ثم ضل وغوى فعبد الملائكة فقيل أغراه بعبادتهم ما أكرمهم الله به من طهارة وعلو ومن اتصال به تعالى ومن خصائص خلقية عجيبة ،
ثم ضل وغوى فعبد هذه الأنهار المتدفقة عن اليمين وعن الشمال فقيل أغراه بعبادتها ما أودعها الله من المنافع للإنسان وللحيوان ،
ثم ضل وغوى وانحط غيه وضلاله فعبد الأحجار والأخشاب والستائر المنصوبة على هيكل مخلوق ضعيف عاجز عن نفع نفسه وعن ضرها حياً ، فلما أن قيل ما الذي أغراه بعبادة هذه الأخشاب والأحجار والأحداث وما الذي أبصره هنالك حتى ضل هذا الضلال المبين لم يكن الجواب سوى أن يقال أغراه بهذا نقص الإنسان وإفلاس الإنسانية وانحدار مداركها انحداراً يصره في وجه الإنسان المزهو بإنسانيته قائلاً :
ها هنا ينتحر العجب الإنساني وها هنا تنتحر الإنسانية .


عرج على قبر من تلك القبور ثم استمع حشرجة تلك الصدور بهتافات الرغبة وإعوال الرهبة وتسمع تساقط الرغبات الملحة من تلك الشفاه الذابلة بحرارة الذعر وتوهج الرجاء وانظر إلى تلك الوجوه الذاهلة الساهمة بنشوة الخضوع وجلال الخشوع وإلى تلك الدموع المتحدرة في الحس ماء من العين وفي العقل عبادة واستسلاماً لغير الله من القلب والعقل وإهانة كبرى للإنسانية أينما كانت ، وإلى تلك الأيدي المبسوطة ظاهراً بالأمل المبسوط على تلك الستائر والأبواب والأخشاب والعمد المبسوطة معنى إلى كرامة الإنسان ومجد العبودية الإلهية لتمزيقها شر ممزق وإلى الشرف الإنساني الرفيع لتهبط به تحت أقدام الموتى وأشلاء الفناء وانظر إلى تلك الوفود المختلفة المزدحمة ذات الحاجات المختلفة المزدحمة والجموع المتدافعة على تلك القباب والأبواب ذات الأنواط والحبال وعلى تلك الأضرحة رجاء البعيد القصي وقرة عين القريب النجي .
انظر إلى ذلك كله وتسمع ما هنالك كله ثم صب الدمع سخيناً غزيراً على كرامة الإنسان ومجده وعلى عزة العبودية الماجدة الواحدة الموحدة المراقة بلا ثمن سوى الخزي والعار في الدنيا ثم الويل والنار في الأخرى ثم قل والخطاب للمسلم وحده :



,dp; Hdih hghkshk










عرض البوم صور روضة   رد مع اقتباس