ملتقى أهل العلم - عرض مشاركة واحدة - اعتكاف ...ولكن من نوع آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 08 / 2011, 35 : 01 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى العام







اعتكاف ...ولكن من نوع آخر

الاعتكاف بمعنى الخلوة إلى الله في المساجد ، هي فترة تجرد لله ، تنسلخ فيه
النفس من كل شيء ، و يخلص فيه القلب من كل شاغل ، و هو سنة رسول الله – صلى
الله عليه و آله و سلم – في العشر الأواخر من رمضان ، فعن أمنا عائشة – رضي
الله عنها – أنها قالت : كان النبي – صلى الله عليه و سلم – إذا دخل العشر شد
مئزره ، و أحيا ليله ، و أيقظ أهله . [ صحيح ، الألباني – صحيح الجامع : 4713
] . و من أقوال العلماء في معنى شد المئزر ، أنه كناية عن الجد و التشمير في
العمل .

إن ظل هذه الليلات العشر يشعرنا و كأنها ذوات أرواح ، تعاطفنا و نعاطفها ،
ففي جوها تلتقي و تتجاوب الأرواح العابدة الخاشعة مع أرواح هذه الليالي
المختارة ، فترفرف إلى عليين ، فيا لأنس هذا المشهد .. و يا لنداوة هذا الجو
.. و يا للنجوى المؤنسة للروح .

هذا المعنى الرائق للاعتكاف ، و هذا الجو الندي في هذه الليالي العشر ، و هذا
الجد و التشمير في العبادة ، أصبح عند كثير من نساء اليوم جد و تشمير و لكن
في المطبخ في التحضير لحلويات العيد ، و في الأسواق لشراء ملابس العيد !! ..
و لو كن حريصات على اغتنام هذه النفحات الربانية ، لما أضعنها في مثل هذه
الأمور ، فهناك متسع من الوقت لها في غير هذه الأيام المباركة ، فرمضان لا
يأتي إلا مرة في كل عام ، و العشر الأواخر تجرد لله عما سواه ، و لكن يبدو أن
الماديات طغت في زماننا هذا و ما عاد لل******** مكان !! ، فصلاتنا لا تعدو
عن كونها ركيعات جوفاء ، و صيامنا امتناع فقط عن الطعام و الشراب ، و لكن أين
راحة القلب ، و سمو الروح ؟! .

أنا أشعر بأن في الاعتكاف أسراراً و عجائباً ، لا يدركها إلا من تدبرها و
تفكر فيها ، و لا يستشعر حلاوتها إلا من ذاقها ، و لمس أثرها في نفسه ،
فللاعتكاف تأثير واضح في القلب و في الفكر ، و في صفاء الذهن ، و في إدراك
الأمور و فهم الحياة ، و في تصحيح السلوك ، و هذا يحتاج إلى جلسة متأنية و
فاحصة مع النفس ، و اعتزال الخلق ، و فراغ القلب و الفكر من كل الملهيات و
الشواغل الدنيوية ، حتى يتسنى للروح أن ترتقي و تحلق في آفاق الكمال و النور
، فتتصل بخالقها .. و لكن ربما يعجز القلم و اللسان عن وصف مثل هذه الإحساسات
، فمن المعاني زهور ربيع ، يُشَمُّ و لا يُفرك .

فيا أخواتي المسلمات المعتكفات في المطابخ و في الأسواق ، مضمار السباق قد
انعقد ، و الجنة فُتحت لمن جد ، و الجائزة أُعدت لمن جد ، فشمِّرن عن ساعد
الجد ، و قلن .. لن يسبقنا إلى الله أحد .
اللهم أكرمنا بليلة القدر ، و أسعدنا بالأجر ، و شرف أمتنا بالنصر ... اللهم
آمين ، و الحمد لله رب العالمين .



منقوووووووووووووووول

huj;ht >>>,g;k lk k,u Nov










عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس