المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مدير عام الملتقى والمشرف العام | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 26 / 01 / 2008 | العضوية: | 38 | العمر: | 66 | المشاركات: | 191,714 [+] | بمعدل : | 30.39 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 19421 | نقاط التقييم: | 791 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : الملتقى العام رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا وحسن الخلق لا يؤسس فى المجتمع بالتعاليم المرسلة ? أو الأوامر والنواهى المجردة ? إذ لا يكفى فى طبع النفوس على الفضائل أن يقول المعلم لغيره : فعل كذا ? أو لا تفعل كذا . فالتأديب المثمر يحتاج إلى تربية طويلة ? ويتطلب تعهدا مستمرا. ولن تصلح تربية إلا إذا اعتمدت على الأسوة الحسنة ? فالرجل السيئ لا يترك فى نفوس من حوله أثراً طيبا. وإنما يتوقع الأثر الطيب ممن تمتد العيون إلى شخصه ? فيروعها أدبه ? ويسببها نبله ? وتقتبس بالإعجاب المحض من خلاله ? وتمشى بالمحبة الخالصة فى آثاره. بل لابد ليحصل التابع على قدر كبير من الفضل أن يكون فى متبوعه قدر أكبر ? وقسط أجل. وقد كان رسول الإسلام بين أصحابه مثلاً أعلى للخلق الذى يدعو إليه ? فهو يغرس بين أصحابه هذا الخلق السامى ? بسيرته العاطرة ? قبل أن يغرسه بما يقول من حكم وعظات. روى أحمد بسنده عن أبي عبد الله الجدلي، قال قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله ؟ قالت: " كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا ، ولا متفحشا ، ولا سخابا بالأسواق، ولا يجزئ بالسيئة مثلها، ولكن يعفو ويصفح" ففي الرفق والتواضع واللين، نجد : حرصه على أن يكون واحدًا كآحاد الناس، ما روته عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! كل -جعلني الله فداك- متكئا؛ فإنه أهون عليك. فأحنى رأسه حتى كاد أن تصيب جبهته الأرض وقال: آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد. ومما جاء من مشاركته أصحابه في معايشهم، ما جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال : كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزاة، فأبطأ بي جملي وأعيا، فأتى على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "جابر". فقلت: نعم. قال: "ما شأنك". قلت: أبطأ عليَّ جملي وأعيا، فتخلفت. فنزل يحجنه بمحجنه، ثم قال: "اركب. وقد كان -صلى الله عليه وسلم- سهلا لينا، يمكن لأي أحد أن يسأله ما يشاء حتى لو كانت حاجته صغيرة؛ فعن أنس بن مالك قال كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت. وفي كظمه غيظه ، نجد - عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنت أمشى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه، فضحك ثم أمر له بعطاء. وفي الصحيحين أن أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقسم قسمًا أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله اعدل. فقال: "ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل". وفي سهولته ولين عريكته وتسامحه، نجد في صحيحي البخاري ومسلم: "استأذن عمر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر، قمن يبتدرن الحجاب، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك يا رسول الله. قال: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب". قال عمر: فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن. ثم قال: أي عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-". وعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا , فأرسلني يوما لحاجة , فقلت: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق فإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قبض بقفاي من ورائي قال: فنظرت إليه وهو يضحك فقال: "يا أنيس ذهبت حيث أمرتك؟". قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله. رواه مسلم. وفي صحيح مسلم أيضا، قال أنس بن مالك: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟. وعن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا بال في المسجد، فثار إليه النّاس ليقعوا به، فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين») وعن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّ يهود أتوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: السّام عليكم. فقالت عائشة: عليكم، ولعنكم اللّه وغضب اللّه عليكم. قال: «مهلا يا عائشة عليك بالرّفق، وإيّاك والعنف والفحش». قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: «أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في" وعن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فينحّي رأسه حتّى يكون الرّجل هو الّذي ينحّي رأسه، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده، حتّى يكون الرّجل هو الّذي يدع يده. وفي رواية التّرمذيّ: قال: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا استقبله الرّجل فصافحه لا ينزع يده من يده، حتّى يكون الرّجل الّذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتّى يكون الرّجل هو الّذي يصرفه، ولم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له.
|