14 / 06 / 2010, 57 : 12 PM | المشاركة رقم: 2 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 70 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.87 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1267 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الدراسة: مسألة همّ يوسف عليه السلام بامرأة العزيز مسألة كثر حولها الكلام ، وتباينت الأقوال في إيضاحها ، واختلفت مواقف المفسرين منها . وقد أفردها بالتصنيف بعض الباحثين . وقد اقتصر ابن القيم في كلامه السابق على قولين في هذه المسألة : القول الأول : أنه لم يقع من نبي الله يوسف همّ أصلاً ؛ لأن رؤيته لبرهان ربه منعته من ذلك الهمّ . القول الثاني : أنه قد همّ بها فعلاً ، ولكنه همّ خطرات ، لا هم عزيمة على الفعل ؛ فهو من قبيل حديث النفس الذي لا يمكن دفعه ، وهو ما لا يؤاخذ به المرء كما صح معنى ذلك في الحديث الصحيح ([4])، بل إن من ترك هذا الهمّ لله كتب له به حسنة كما ثبت هذا المعنى أيضاً في الحديث الصحيح .([5]) وقد رجح ابن القيم هذا القول ، وذكر أنه الصواب . وفي معنى هذا الهمّ من يوسف أقوال أخرى ([6])، أشهرها ، وهو القول الثالث : أنه همّه كان من جنس همها ، فلولا أن الله تعالى عصمه لفعل . وهذا قول جمهور المفسرين المتقدمين . ([7]) وفيما يأتي عرض لموقف أئمة التفسير من هذه الأقوال : اعتمد ابن جرير في تفسيره ما نُقل عن جمهور السلف في تفسير الهم ، حيث قال : ( ومعنى الهمّ بالشيء في كلام العرب : حديث المرء نفسه بمواقعته ، ما لم يواقع . فأما ما كان من همّ يوسف بالمرأة وهمّها به ، فإن أهل العلم قالوا في ذلك ما أنا ذاكره ...) ثم ذكر الآثار في تفسير ذلك ، ومفادها أن يوسف عليه السلام قد همّ بمواقعتها ، وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ، بعد أن حلت ثيابها ، وحلّ ثيابه .([8]) وهذه الآثار تدل على أن همّه بها كان من جنس همها به . ولمّا كانت هذه الأقوال دالةً على أن يوسف قد وقع فيما لا يليق ؛ قال ابن جرير : ( فإن قال قائل : وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا وهو لله نبيّ ؟ .) ثم أجاب عن ذلك بقوله: ( قيل : إن أهل العلم اختلفوا في ذلك ، فقال بعضهم : كان ممن ابتلي من الأنبياء بخطيئة ، فإنما ابتلاه الله بها ليكون من الله عزّ وجلّ على وَجَل إذا ذكرها ، فيجدّ في طاعته إشفاقاً منها ، ولا يتكل على سعة عفو الله ورحمته . وقال آخرون : بل ابتلاهم الله بذلك ليعرّفهم موضع نعمته عليهم ، بصفحة عنهم وتركه عقوبته عليه في الآخرة . وقال آخرون : بل ابتلاهم بذلك ليجعلهم أئمة لأهل الذنوب في رجاء رحمة الله ، وترك الإياس من عفوه عنه إذا تابوا. ) وبعد هذا قرر أن من قال بغير ذلك فقد خالف أقوال السلف ، وتأول القرآن برأيه . وذكر أنهم اختلفوا في معنى الآية على ثلاثة أقوال : القول الأول : أن معنى الآية : ولقد همت المرأة بيوسف ، وهمّ بها يوسف أن يضربها أو ينالها بمكروه لهمها به مما أرادته من المكروه . قالوا : والشاهد على صحة ذلك قوله : ﴿ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ قالوا : فالسوء : هو ما كان همّ به من أذاها ، وهو غير الفحشاء . والقول الثاني : هو القول الأول الذي ذكره ابن القيم . وقد بيّن ابن جرير أن هذين القولين فاسدان لعلتين : العلة الأولى : أن العرب لا تقدم جواب «لولا» قبلها ، لا تقول : لقد قمت لولا زيد ، وهي تريد : لولا زيد لقد قمت . والعلة الثانية : خلافهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن الذين عنهم يؤخذ تأويله . والقول الثالث : هو القول الذي رجحه ابن القيم ، غير أن جعل الهمين نوعاً واحداً ، وهو أنه الميل الذي بين الفعل والترك ، لا هم العزيمة والإرادة . ولم يعلق على هذا القول بشيء يخصه .([9]) .../...
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عادل ; 14 / 06 / 2010 الساعة 02 : 01 PM |
| |