ملتقى أهل العلم - عرض مشاركة واحدة - سورة القصص دراسة تحليلة .
عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 05 / 2010, 11 : 12 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 70
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.87 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1267
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد
ونحن نوافق الباحث فيما ذهب إليه ونعتقد أن الزعم بوجود الأساطير في القصص القرآني إنما هو فرية إستشراقية أعانهم عليها بعض بني جلدتنا ، وليس ذلك مما يستغرب من تلامذة المستشرقين( (1) ) .
ونرى أن ما جاء في سورة القصص من قصص تاريخي هو ما وقع فعلا في التاريخ ، وحدثنا الله سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين في القرآن الكريم .

المطلب الثاني
قضية التكرار
إن معنى التكرار في اللغة : " عبارة عن الإتيان بشيء مرة بعد أخرى "( (2) ) ، أو " هو الرجوع على الشيء " ( (3) ) .
وكان بعض تلامذة المستشرقين قد عاب قضية التكرار في مواضع معينة من القرآن الكريم منها تكرار قصة موسى في سورة القصص ، فذكر محمد خلف الله في رسالته أن في القرآن قصصا مكررة اعتمادا على ورود بعض قصص الأنبياء في أكثر من سورة . فيتساءل هازئا : " لماذا كرر القرآن قصص آدم ، ونوح ، وهود ، ولوط ، وصالح ، وشعيب وغيرهم من الرسل والأنبياء ؟ إن الوقوف على تاريخ كل واحد من هؤلاء يكفي في إيراد القصة الواحدة في الموطن الواحد ، وليس يلزم أن تكرر القصة في أكثر من موطن من مواطن القرآن "( (4) ) .
__________
(1) ينظر دفاع عن القرآن : ص 21 .
(2) لسان العرب : مادة ( كرر ) 5/135 .
(3) التعريفات . أبو الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيد الشريف . ت 816 هـ . تحقيق : إبراهيم الأبياري . دار الكتاب العربي . بيروت . الطبعة الأولى 1405 هـ . ص 98 .
(4) الفن القصصي : ص37 .

وقد رد سيد قطب على ذلك بقوله : " قد يحسب أناس أن هناك تكرارا في القصص القرآني لأن القصة الواحدة قد يتكرر عرضها في سور شتى ، ولكن النظرة الفاحصة تؤكد إنه ما من قصة أو حلقة قد تكررت في صورة واحدة من ناحية القدر الذي يساق وطريقة الأداء في السياق ، وأنه حينما تكررت حلقة كان هنالك جديد تؤديه ينفي حقيقة التكرار "( (1) ) .
وذكر النورسي " أن القرآن الكريم يظهر نوعا من إعجازه البديع أيضا في تكراره البليغ لجملة واحدة أو لفظة ، وذلك عند إرشاده طبقات متباينة من المخاطبين إلى عدة معان ، وعبر كثيرة في تلك الآية أو القصة فاقتضى التكرار ، حيث إنه كتاب دعاء ودعوة ، كما أنه كتاب ذكر وتوحيد ، وكل من هذا يقتضي التكرار . فكل ما كرر في القرآن الكريم إذا من آية أو قصة إنما تشتمل على معنى جديد وعبرة جديدة "( (2) ) .
__________
(1) في ظلال القرآن : 1 /64 .
(2) المعجزات القرآنية . بديع الزمان سعيد النورسي . ترجمة : إحسان قاسم الصالحي . الطبعة الأولى . العراق . 1410 هـ ـ 1990 م : ص184-185 .

وذكر الشيخ محمد رشيد رضا أنه قد تكرر القصة الواحدة في القرآن ، ولكن في تكرارها فوائد في كل منها فائدة لا توجد في الأخرى من غير تعارض في المجموع ، لأنها لما كانت منزلة لأجل العبرة والموعظة والتأثير في العقول والقلوب ؛ اختلفت أساليبها بين إيجاز وإطناب ، وذكر في بعضها من المعاني والفوائد ما ليس في بعضها الآخر حتى لا تمل ألفاظها ومعانيها ، ثم إن الأقوال المحكية فيها إنما هي معبرة عن المعاني وشارحة للحقائق وليست نقلا لألفاظ المحكي عنهم بأعيانهم ، فإن بعض أولئك المحكي عنهم أعاجم ، ولم تكن لغة العربي منهم كلغة القرآن في فصاحتها وبلاغتها ، هذا وإن اختلاف الأساليب وطرق التعبير في قصص القرآن وفي القرآن عموما عن المعنى الواحد لا تختلف إلا لكي تفيد في فهمها فائدة لفظية أو معنوية( (1) ) .
ونحن نرى رأي الشيخ محمد رشيد رضا ، ونعد التكرار إنما أتى في مواضع من القرآن الكريم كي يستزيد المؤمن إيمانا كون التكرار الذي يراه في القرآن الكريم يأتي في كل مرة بأسلوب جديد ، وصياغة جديدة وهو ما وقع في سورة القصص ، فقصة موسى ( - عليه السلام - ) لا تشبه قصته نفسها في إطارها العام في سورة ( طه ) .
المطلب الثالث
الحكمة من التكرار
__________
(1) ينظر تفسير المنار ( تفسير القرآن الحكيم ) . السيد محمد رشيد رضا . ت 1935 م . وفيه صفوة ما قاله الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده . ت 1905 م . الهيئة المصرية العامة للكتاب 1972 ـ 1979 م : 8/343-344 .

إن اعتقادنا أنه لا يوجد تكرار في القصص القرآني بمعنى مشابه للتكرار في القصة التاريخية أو الأدبية ، لأن القرآن الكريم كتاب دعوة ، والقصة إحدى وسائله لإبلاغ هذه الدعوة وتثبيتها ، والقصة تتكون من الحدث والشخصية ، ففي القصص التاريخية نلاحظ التركيز على الشخصية ، فحينما تقرأ أي قصة تجد أنها تركز على شخصية أو مجموعة أشخاص من أول القصة إلى خاتمتها ، أما في القصص القرآني فنرى إعجازا آخر يضاف إلى إعجازات القران الكثيرة ، وهو الملائمة بين الحدث والشخصية . لذلك كان التكرار غير مقصود لذاته ، بل جاء لإيراد معنى آخر في سياق القصة نفسها .
وإضافة إلى ما تقدم يمكن أن نبين الحكم الجلية الجليلة لتكرار القصة في القرآن الكريم :
قد ينزل الشيء مرتين تعظيما لشأنه وتذكيرا له عند حدوث سببه خوف نسيانه( (1) ) ، فالعرب حينما تكرر أمرا أو تؤكده ، يدل ذلك على الاهتمام بذلك الأمر ، فتكرير صفات الله دال على الاعتناء بمعرفتها والعمل بموجبها( (2) ).
رسوخها في الأذهان بتكريرها مرة بعد مرة .
ظهور البلاغة ، فإن تكرار الكلام في الغرض الواحد من شأنه أن يثقل على البليغ ، فإذا جاء اللاحق منه إثر السابق تفنن في المعاني ، وتفنن في الألفاظ وتراكيبها ، وتفنن في المحسنات البديعية المعنوية واللفظية كان ذلك من الحدود القصوى في البلاغة( (3) ) .
أن يقتضي سياق السورة الواردة فيها القصة أن تذكر مختصرة وتذكر في موضع آخر بشكل أوسع لاقتضاء ذلك التطويل في هذا الموضع الثاني .
__________
(1) ينظر البرهان في علوم القرآن : 1/29 .
(2) محاسن التأويل : 1 / 257 .
(3) أساس البلاغة : مادة ( ق . ص . ص ) ص 468 .

إن حفظ القرآن كاملا لم يتيسر لكل الناس ، فبعضهم يحفظ بعض السور ، فيكون الذي حفظ إحدى السور التي ذكرت فيها قصة معينة عالما بتلك القصة كعلم من حفظ سورة أخرى ذكرت فيها تلك القصة( (1) ).
وفي ذلك يقول بعض الباحثين :
" إن في القصص القرآني المعاد مبناها ومعناها فوائد عديدة ، ولكن أهمها هو أن حكمة إعادتها تشتمل على التذكير بالله عز وجل والطريق للوصول إلى معرفته عز اسمه "( (2) ) .
ونحن نعتقد من خلال استقراء سورة القصص أن ما ورد فيها من ذلك يحمل كل الحكمة والموعظة الحسنة . لأن التكرار الذي فيها إنما كان في قصة موسى
( - عليه السلام - ) وفرعون في تكرار تعداد نعم الله عز وجل ، وفي تكرار التحذير من الدنيا ، وكل تلك المعاني صيغت في سورة القصص بأسلوب آخر مختلف كل الاختلاف عن أي سورة أخرى من سور القرآن الكريم ، فبطل ما ادعاه هؤلاء ( المتحذلقون ) في سوء فهم التكرار في النص القرآني عموما وفي سورة القصص خصوصا .

المطلب الرابع
فوائد القصص القرآني
__________
(1) التحرير والتنوير . تأليف محمد الطاهر ابن عاشور . الدار التونسية للنشر . سنة 1984 م : 1 /68- 69 .
(2) إعادة المعنى في النص القرآني . د . عبد الله سلوم . الطبعة الثانية . الدار الجامعية للنشر . بيروت ، لبنان . 1994 م : ص 228-129 .

إن القرآن الكريم كتاب الله تعالى الذي يتضمن كلماته إلى خاتم رسله وأنبيائه محمد (- صلى الله عليه وسلم -) ، هو كتاب الدين كله ، وهو عمدة الملة وروح الوجود الإسلامي منه تستمد العقيدة والشريعة والأخلاق ، فهو كتاب لكل الأزمان جعله الله هدى للعالمين من الإنس والجان . كل شيء فيه لحكمة وقد قص الله علينا في كتابه أحسن القصص { نحن نقص عليك أحسن القصص } ( (1) ) ، وهذا يتناول كل ما قصه الله علينا في كتابه العظيم ، وكان لإيراد القصص القرآنية حكما ودروسا لتربية الأفراد والمجتمعات للقادة والدعاة ، ومن هذه الفوائد التي تلاحظ بمجملها في سورة القصص الشريفة وفي باقي سور القرآن الكريم :
أن نفقه ما جاء في هذه القصص من أخبار وحقائق ومعاني وأنماط من المدافعات بين أهل الحق والباطل وان نعتبر به . فمن ذلك ما حصل للأنبياء وما أصابهم من الأذى في سبيل الله ، ثم إن الله نصرهم وجعل العاقبة الحسنى لهم ، وفي ذلك عبرة للمؤمنين( (2) ) ، قال تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } ( (3) ).
التحدي العظيم لأهل الكتاب ، لأن أهل الكتاب كانوا في ذلك العصر لهم معرفة بأخبار الأنبياء لاسيما أحبارهم ورهبانهم ، فقطع القرآن حجتهم على المسلمين قال تعالى : { تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا } ( (4) ) ، فكان حملة القرآن أحق بان يوصفوا بالعلم الذي وصفت به أحبار اليهود ، فانقطعت صفة الأمية عن المسلمين في نظر اليهود( (5) ) .
__________
(1) سورة يوسف : الآية 3 .
(2) المستفاد من قصص القرآن للدعوة والدعاة . د . عبد الكريم زيدان . الطبعة الأولى . مؤسسة الرسالة . بيروت . 1997 م : 1/7 .
(3) سورة يوسف : الآية 111 .
(4) سورة هود : الآية 49 .
(5) التحرير والتنوير : 1 /65 .

في القصص القرآنية فائدة عظيمة للكفار والمشركين والعصاة والظلمة والمتكبرين ، لكي يروا ما حصل بأمثالهم من الأمم السابقة ليتعظوا قال تعالى : { فاقصص القصص لعلهم يتفكرون } ( (1) ) .
في قصص القرآن بيان لسنن الله في خلقه من الأمم والجماعات والأفراد ، وهي سنن جرت على الماضين ، وتجري على اللاحقين ليعتبر بها المؤمنون ، فلهذا لا يراد بقصص القرآن الكريم السرد التاريخي للأمم والأشخاص والجماعات ، وإنما يذكر منها مواضع العبرة والاتعاظ والتذكر ، كما قال تعالى : { وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين } ( (2) ) ، لذلك لا تذكر الحوادث بالترتيب ولا تستقصى( (3) ) .
في القصص القرآني فائدة كبيرة لأهل الدعوة والدعاة لا غنى لهم عن معرفتها فهي تعرفهم :
مناهج الأنبياء ـ عليهما السلام ـ في دعوة أقوامهم إلى الله وبيان ما أصابهم من أذى في سبيل الله ، وكان النصر في نهاية المطاف نصيبهم ، وكيف أن الله أظهرهم على عدوهم رغم قلة عددهم . فعلى اللاحقين من المؤمنين عدم اليأس ، وليعلموا أن ما أصابهم من أذى قد أصاب من قبلهم ، ولكن العاقبة أبدا للمتقين( (4) ) لما قال سبحانه : { والعاقبة للمتقين } ( (5) ) .
وكذلك هناك فائدة أخرى للدعاة ، وهي ما اشتملت عليه القصص القرآنية من بيان لما جبلت عليه النفس الإنسانية من غرائز وميول ورغبات وكيف عالج الأنبياء ـ عليهما السلام ـ أحوال الناس وفقا لهذه الميول والرغبات .
__________
(1) سورة الأعراف : الآية 176 .
(2) سورة هود : الآية 120 .
(3) ينظر محاسن التأويل : 1 /144 . المستفاد من قصص القرآن : 1/ 7 .
(4) المستفاد من قصص القرآن : 1/ 7 .
(5) سورة الأعراف : الآية 128 .

هناك فائدة أخرى يمكن أن يستفاد منها التربويون من خلال دراسة المنهج التربوي في القصص القرآني .
وكذلك يمكن الاستفادة من القصص القرآني لأهل الاقتصاد من خلال دراسة المعالجة الاقتصادية كما في قصة سيدنا يوسف ( - عليه السلام - ) مثلا ، أو اقتصاد قارون الجامع بين العلم والكفر كاقتصاد العولمة الحديث مثلا .
والقادة كذلك لا غنى لهم عن دراسة القصص القرآني من خلال إدارة بعض الأنبياء لشؤون الناس ، إضافة إلى مهمة النبوة ، ولهم في قصة سيدنا سليمان ( - عليه السلام - ) المثل الأعلى ، وكيف استطاع الرسول (- صلى الله عليه وسلم -) في زمن بسيط من أن يجعل كل جزيرة العرب تحت لوائه قال تعالى : { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } ( (1) ) ( (2) ) .
ويتعلم الشباب من قصة سيدنا يوسف ( - عليه السلام - ) العفاف وكيفية كبح الشهوات . وكذلك من حياء ابنة شعيب في سورة القصص في قوله تعالى : { فجاءته إحداهما تمشي على استحياء } ( (3) ) .
وفي القصص تسلية للمبتلين فقد ابتلي سيدنا أيوب ( - عليه السلام - ) بالمال والأولاد والنفس .
وأغرى إبليس قومه فطردوه وجعلوه بعيدا عن الديار فلم يزده ذلك إلا شكرا وصبرا حتى عوفي( (4) ).
ولا ريب أن كل ذلك مما يستقيم به بناء الشخصية الإسلامية قرآنيا أو على قول بعض الباحثين :
__________
(1) سورة آل عمران : الآية 159 .
(2) المستفاد من قصص القرآن : 2 /211 .
(3) سورة القصص : الآية 25 .
(4) القصص الحق . وهبة رشدي . تقديم : محمد عمارة . الطبعة الأولى . دار البيان العربي. القاهرة . 1992 م : 1/214-215 .

" يستفاد من قصص القرآن الكريم التأسي الحق بأنبياء الحق ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وفي ذلك فائدة وأي فائدة "( (1) ) ، وهو الذي نعده نحن أحد مقومات السلوك الإيماني للشخصية الإسلامية من خلال تكرار القصص القرآني المتلو يوميا وإعادتها .
وفي سورة القصص استفدنا أيضا أربعة فوائد :
إن الطاغية مهما بلغ جنده وتجبره مآله الهزيمة .
إن قوة الإيمان تغلب كل قوة كفرية .
إن المال الذي يؤدي بصاحبه إلى الهلاك ، هو مال لا فائدة فيه في الحياة الدنيا .
إن مآل الإنسان المؤمن هو الرجوع إلى معاده الذي أحب في الدنيا أو في الآخرة .
المطلب الأول:توجيه المعنى في ذاتية السورة
من الواضح للعيان أن السمة الغالبة على سورة القصص هي نظام الجملة الطويلة ، المؤدية للبيان في تفخيم اللفظ وتعظيم المعنى ، وذلك أن اختلاف سياق قصة نبي الله موسى (- عليه السلام -) فيها ، يختلف كل الاختلاف عن قصة النبي الكريم نفسه في باقي مواضعها من القرآن الكريم.
وقد علل ذلك الدكتور راجي رفاعي بقوله : " وقصة نبي الله موسى (- عليه السلام -) في سورة القصص تأخذ بعدا شموليا مؤديا لذاتية حقيقة القصة في إطالة مقصودة بذاتها ، لتشمل فيما تشمله من أشياء :
أولا : زيادة التبيين للسياق الذي تسير فيه القصة بأسلوب جديد.
ثانيا : الإكثار من ذكر الجزئيات القصصية التي لم تعرف من قبل .
__________
(1) المصدر نفسه : 2/ 397 .

ثالثا : إعادة الرواية الحقيقية التي حرفت في التوراة المنحولة "( (1) ) .
ونحن نوافق هذا الباحث فيما ذهب إليه ، ونزيد عليه في توجيه المعنى الذي هو :
( الأخذ بسياق النص نحو إبراز تأويلاته المؤدية إلى معناه ) ( (2) ) . بأن نحاول بناء مخطط بياني بخطوط عريضة لذاتية سورة القصص ، فهذا المخطط سوف يشمل( (3) ) :
علو فرعون في الأرض.
استضعاف بني إسرائيل.
ولادة موسى (- عليه السلام -) والتقاط آل فرعون له .
قصة إرضاع موسى (- عليه السلام -) .
حادثة قتل موسى (- عليه السلام -) لعدوه .
هم موسى (- عليه السلام -) بالبطش بالعدو الآخر .
خروج موسى من المدينة بعد التآمر عليه .
وصول موسى (- عليه السلام -) إلى مدين وسقيه الماء للمرأتين .
زواج موسى (- عليه السلام -) من بنت شعيب (- عليه السلام -).
__________
(1) موسى ( - عليه السلام - ) في الكتاب والسنة . د .راجي رفاعي . الطبعة الأولى . دار النشر الأكاديمية . القاهرة . 1992 م : ص238 . وراجع قصص الأنبياء في المرويات الإسلامية . دراسة مقارنة . فهيمة محمد علي . الطبعة الأولى . . دار الشرق . القاهرة . 1994 م : ص 299 . إذ تؤيد مؤلفته ما نقلناه بقولها : " إن في سورة القصص انسجاما في إعطاء تشخيص كلي لصورة موسى عليه الصلاة والسلام " .
(2) التحليل التطبيقي للنصوص . حكيمة محسن . الطبعة الثانية . مكتبة الفكر . بيروت ، لبنان . 1988 م : ص 337 .
(3) استنادا إلى السورة نفسها .

ونلاحظ ههنا أن اسم الأب لم يذكر صراحة في سورة القصص ولا في سواها ، غير أن الآثار الصحيحة وردت بذلك( (1) ) .
قضاء سيدنا موسى (- عليه السلام -) الأجل .
قصة إرسال موسى (- عليه السلام -) وكلام الله تعالى له .
إرسال هارون مع موسى (- عليه السلام -) .
أمر فرعون لهامان ببناء الصرح .
إغراق جنود فرعون معه .
المنة على موسى (- عليه السلام -) .
تذكير رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) بما جرى ، وذكر كفر قومه .
صفات المؤمنين .
شروط إهلاك القرى .
آلاء الله عز وجل يوم القيامة .
صفات الله عز وجل .
ذكر قصة قارون .
تذكير رسول الله (- صلى الله عليه وسلم -) بما لله من قوة .
والملاحظ على هذا المخطط الذي يختصر لنا مقاصد سورة القصص أنه يشمل أمورا يرتبط بعضها ببعض ، ويأخذ بعضها برقبة بعض .
__________
(1) ينظر قصص الأنبياء في المرويات الإسلامية : 299 ، وراجع قصص الأنبياء . الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبو الفداء . ت 774 هـ . الطبعة الثانية. تحقيق وتعليق : محمد علي الصابوني . دار القرآن الكريم . مصر . 1981م : ص224 . قصص الأنبياء . عبد الوهاب النجار . مكتبة النهضة العربية . الطبعة الثالثة . مصر . ( د . ت ) : ص169 ، وهو يشكك في ذلك .

.../...









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
  -->
--> -->