[أبو عادل]

البيــــان

الاتجاه الاول __________________ الاتجاه الثاني
انفصل وافترق وبعد __________________ ظهور ووضوح مادي او معنوي

يلتقي في كون الشيء المادي والمعنوي اذا ما انفصل عن غيره مما ارتبط به بعلاقة

مـا ايا كان نوعها ، فإن هذا الذي انفصل بان واتضح عـن غيره فـاصبح

معروفاً بذاته بمعزل عما ارتبط به ، او عما دخل في نوعه

فانفصال الشيء وافتراقه ووضوحه او ظهوره يبين كينونته ، ويمكن ان نستشف من المعنى اللغوي ان هناك حركة من الذات تقتضي ان يخرج الامر من دائرة الباطن الى الظاهر، وهذه الحركة اما ان تكون مادية او معنوية والغاية هي تحقيق وجود هذا الشيء بتوضيح معالمه المميزة له. ويدخل مفهوم البيان مرحلة جديدة من خلال الظلال التي انعكست عليه في الاطار البلاغي ، فقد حل المصطلح البلاغي محل الاصل اللغوي لدلالة الكلمة ،
وقد ارتقى الجاحظ بمفهوم البيان عند ما عرفه بإنه: ((اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى وهتك الحجاب دون الضمير حتى يفضي السامع الى حقيقة ويهجم على محصوله
كائنا ما كان ذلك البيان ، ومن أي جنس كان ذلك الدليل لان مدار الامر والغاية التي يجري اليها القائل والسامع إنما هو الفهم والافهام فبأي شيء بلغت الافهام واوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع)) ([1]) ، نلحظ في مقولة الجاحظ اهتماماً كبيراً بجانب مهم
من جوانب اللغة ولاسيما الجانب التوصيلي ، ونلحظ تركيزه على المتلقي ، واهمية وصول المعنى اليه ؛ لانه يقول: (كشف لك قناع المعنى) ، فضلا عن ما في قوله من إشارة مهمة
الى المقاصد التي يتضمنها (البيان). فهو يؤكد رغبة المتكلم في ايصال المعنى الى ذهن السامع بأية طريقة كانت.

([1]) البيان والتبيين: 1/76.