26 / 09 / 2009, 16 : 10 AM | المشاركة رقم: 9 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 70 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.87 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1267 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى اختلف الفقهاء في حكم رفع اليدين أثناء هذا الدعاء ، وذلك على ثلاثة أقوال : القول الأول : أنه مكروه في غير دعاء الاستسقاء ، والمشروع الإشارة بالإصبع . وهذا هو الصحيح من الوجهين عند الحنابلة . وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث جاء في الاختيارات ص 80: " ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة ، وهو أصح الوجهين لأصحابنا " . القول الثاني : أنه بدعة في غير دعاء الاستسقاء ، والمشروع الإشارة بالإصبع . وهذا منسوب إلى أكثر المالكية ، والشافعية وبه قال بعض الحنابلة . القول الثالث : أنه مباح مطلقا . وهذا منسوب إلى بعض المالكية وبه قال بعض الحنابلة . الأدلة : أدلة أصحاب القول الأول : أولا : استدلوا على الكراهة في غير دعاء الاستسقاء ومشروعية الإشارة بالإصبع بما يلي : 1 - ما روي عن عمارة بن رؤيبة - رضي الله عنه - أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال : ( قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يزيد على أن يقول بيده هكذا ، وأشار بإصبعه المسبحة . 2 - ما رواه سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره ، ولكن رأيته يقول هكذا ، وأشار بالسبابة ، وعقد الوسطى والإبهام . قال في نيل الأوطار : " والحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء . . . " وقال ابن القيم - رحمه الله - عن الإشارة بالإصبع : " وكان يشير بإصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه " . ثانيا : واستدلوا على عدم الكراهة في دعاء الاستسقاء بما يلي : ما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال : يا رسول الله ، هلك المال وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه ، وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته - صلى الله عليه وسلم - ، فمطرنا يومنا ذلك ، ومن الغد ، وبعد الغد ، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى ، وقام ذلك الأعرابي ، أو قال : غيره ، فقال : يا رسول الله ، تهدم البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ، فرفع يده فقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، فما يشير بيده في ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة ، وسال الوادي قناة شهرا ، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود . وهذا واضح الدلالة . أدلة أصحاب القول الثاني : أولا : استدلوا على البدعية في غير دعاء الاستسقاء ومشروعية الإشارة بالإصبع بحديث عمارة بن رويبة - رضي الله عنه - الذي استدل به أصحاب القول الأول ، حيث شدد عمارة في إنكاره على بشر بقوله : " قبح الله هاتين اليدين " ، ثم ذكر حال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والإنكار بهذه الصيغة لا يكون إلا على فعل أمر شديد الحرمة يصل إلى حد البدعة . مناقشة هذا الاستدلال : يناقش بأن الحجة في الحديث هي فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في قول عمارة - رضي الله عنه - ، وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس - رضي الله عنه - رفع اليدين في الاستسقاء في خطبة الجمعة وقد عممه بعض الفقهاء في القول الثالث فقالوا بالجواز مطلقا ، فلذلك يبعد القول بالبدعية . ثانيا : واستدلوا على القول بالجواز في حال الاستسقاء بما استدل به أصحاب القول الأول من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - . دليل أصحاب القول الثالث : استدلوا بحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - الذي استدل به أصحاب القولين الأول والثاني على الجواز في حال دعاء الاستسقاء ، فحملوه على العموم في الاستسقاء وغيره ، فقالوا بالجواز مطلقا . مناقشة هذا الاستدلال : نوقش بأن هذا الرفع كان لعارض الاستسقاء فيختص بهذه الحالة ، حيث لم يرد رفعه في غيرها . الترجيح : الذي يظهر رجحانه في هذه المسألة - والله أعلم بالصواب - هو القول الأول القائل بكراهة رفع اليدين حال الدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء ، لما استدلوا به ، ويبعد القول بالبدعة لحديث أنس - رضي الله عنه - الذي قال بعض الفقهاء بعمومه ، ولما جاء في بعض الأحاديث من رفع اليدين حال الدعاء في بعض الأحوال في غير خطبة الجمعة ، فكأن أصحاب القول الأول توسطوا في المسألة . المصدر: كتاب "خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية" للدكتور عبد العزيز الحجيلان. لقراءة هوامش الكتاب ومصادر نقله حمله من هنا: http://alminbar.al-islam.com/images/books/122.doc والله اعلم.
|
| |