عرض مشاركة واحدة
قديم 04 / 09 / 2009, 53 : 06 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 70
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.86 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1268
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 26028
عدد المشاركات : 10,740
بمعدل : 1.86 يوميا
عدد المواضيع : 3463
عدد الردود : 7277
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى الفتاوى
افتراضي

ولا شك أن الدعاة إلى الله سبحانه في جهاد عظيم وهم جديرون بأن يبذلوا وسعهم في هذا السبيل ، لأن الله جل وعلا قد أتاح لهم في هذا الموسم أمما كثيرة من سائر أرجاء الدنيا في حاجة إلى الدعوة والتوجيه فيما يتعلق بالعقيدة ، ومناسك الحج ، وفيما يتعلق بأحكام الدين ، فهم جديرون بأن يوجهوهم ويرشدوهم إلى ما يجب عليهم وإلى ما يحرم عليهم حتى يفعلوا ما شرع الله ، ويدعوا ما حرم الله .

وأسأل الله أن يبارك أعمالهم ، وأن ينفع بها عباده المسلمين ، وأن يجزيهم عن ذلك جزاء حسنا ، وأن يجعلهم من الهداة المهتدين ، ولا ريب أن الحجاج في أشد الحاجة إلى الدعوة والتوجيه والإرشاد ، فالواجب أن تكون دعوتهم بالأساليب الحسنة التي يرجى منها قبول الحق وترك الباطل قال الله جل وعلا : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فهذه الطريقة التي رسمها الله لعباده ، فيها الخير العظيم فيها توجيه الناس وإرشادهم بالعلم والحكمة ، فإن الحكمة هي : العلم وذلك بوضع الأمور في مواضعه عن علم وبصيرة ، ثم الموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب ، ثم الجدال بالتي هي أحسن : لإزالة الشبه وإيضاح الحق .

وبذلك يحصل المطلوب ويزول المرهوب بخلاف الشدة والغلظة ، فإنه يترتب عليها شر عظيم ، وعواقب وخيمة منها : عدم قبول الحق ، ومنها : أنه قد يقع بذلك منكرات أخرى . قال الله جل وعلا : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ وقال الله عز وجل لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى

فالواجب على الدعاة أن يسلكوا المسالك التي يرونها ناجحة مفيدة صالحة لإرشاد المدعوين وتوجيههم إلى الخير ، ولا شك أن الحكمة في الدعوة والتبصر فيها من أهم المهمات ، والدعوة إلى الله أحسن ما يبذله المسلم في نفع غيره ، قال الله عز وجل : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وموسم الحج من أحسن مواضعها وأوقاتها ، فالحج فرصة للدعاة إلى الله لينشروا فيه دعوة الحق ، ويرشدوا فيه الخلق إلى ما خلقوا له من توحيد الله وطاعته ، ويحذرهم عما نهى الله عنه من سائر الأخلاق والأعمال ، فهي نعمة من الله عظيمة على من دعا إلى الله عز وجل ونعمة من الله عظيمة على المدعوين . فنسأل الله أن يجزي الداعين خيرا ، وأن يثيبهم عن دعوتهم ، وأن يزيدهم علما إلى علمهم ، وخيرا إلى خيرهم ، وأن يجعلهم هداة مهتدين ، وأن ينفع المدعوين بما سمعوا ، وبما شاهدوا وأن يرزقهم البصيرة ، والفقه في الدين ، كما أسأله سبحانه أن يجزي ولاة أمرنا عما فعلوا وبذلوا من الخير ، في إعانة الدعاة على أداء واجبهم ، وفي إعانة الحجاج على أداء مناسكهم ، نسأل الله أن يجزيهم على ذلك الجزاء الحسن ، وأن يضاعف مثوبتهم ، وأن يزيدهم من كل خير وأن يعينهم على إزالة كل شر .

وإن واجب العلماء النصيحة لله ، ولعباده ، والنصيحة لولاة الأمور بالمكاتبة والمشافهة للأمير ، والرئيس ، لكل ولي أمر من ملك ، أو رئيس جمهورية ، أو أمير ورئيس عشيرة ، أو جماعة إلى غير ذلك ، فكل من له رئاسة ، وكل من له شيء يستطيع أن يتصرف فيه ، هو جدير بأن ينصح ويوجه ، حتى يبذل جهوده في من تحت يديه ، هذا واجب العلماء أينما كانوا في مشارق الأرض ومغاربها وفي هذه الدولة ، وفي هذه البقعة بصورة خاصة ، وفي بقاع الدنيا عامة .
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع .

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن بازـ رحمه الله ـ.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس