عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 08 / 2009, 03 : 01 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.46 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2276
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمدا خالدا مع خلودك والحمدلله حمدا دائما لامنتهى له عند كل طرفة عين او تنفس نفس
أللهم صلي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك ورسولك النبي ألأمي الطاهر الزكي وعلى أله الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين أما بعد :



البصيرة في الدعوة الى الله هي العلم الشرعي المؤصل المبني على الدليل من الوحي المنزل من عند الله تعالى ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، والفهم لمراد الله تعالى فيما أنزله ، أي : على علم ويقين وبرهان شرعي وعقلي فيما يدعو إلى فعله ، وفيما يدعو إلى تركه ، وفي أسلوب الدعوة ، وفي حال المدعوين ، وسلوك الطريق الصحيح في ذلك .
وأي دعوة تخلو من هذا الشرط وهو :

البصيرة فإنها دعوة مهلهلة أساسها غير متين ، سرعان ما ينهار ويتقوض فيخر السقف من فوقه .
ولذلك سمى الله تعالى العلم بصيرة ؛

لأنه يحصل به الصواب ،
ويتبين به الحق ،
وتقوم به الحجة ،
ويردع به الباطل ،
ويمكن لصاحب البصيرة أن يُوصل الحق إلى من يستحقه .
وفي الواقع أننا في هذا الوقت نلمس حماسة للإسلام - ولله الحمد - من قبل كثير من المسلمين ، وهناك رجوع إلى الدين ، وإنه لأمر يثلج صدر كل مسلم ، خاصة في ظل تداعيات عالمية وحرب تشن على الإسلام بلا هوادة من أعدائه وكثير من أدعيائه ، مما أفرز في هذا الاتجاه الطيب قيام كثير من المتحمسين من أهل الإسلام بالدعوة إلى الله تعالى ، وذلك بأساليب مختلفة ووسائل متعددة أثمرت في بعض جوانبها نتائج طيبة - ولله الحمد والمنة - إلا أن كثيرا من هذه الدعوات بسبب الحماسة والاستعجال في تبليغ الدين وعدم التسلح بالعلم وقعت في أخطاء جسيمة وأرزاء كبيرة ، وإن كان كثير منها يقرب من الحق كثيرا ؛ فإنه - والحالة هذه - يلزم أهل الاختصاص تصحيح هذه الأخطاء وتثبيت المفاهيم الصحيحة ؛ ليستقيم المسار ، ولتتضح الرؤية ، حيث كان لهذه الأخطاء عواقب وخيمة ونتائج سيئة أثرت سلبا على مستقبل الدعوة إلى الله تعالى ، وجعلت المتربصين بهذا الدين يحققون أشياء ليست بالقليلة من أهدافهم .
وبالتتبع والنظر أجد أن سبب ذلك :

فقدان شرط البصيرة في الدعوة إلى الله تعالى ، وبفقدان هذا الشرط لا تَسلْ عن الأخطاء والمخالفات التي تقع من المشتغلين بهذا الأمر ؛ لأن البصيرة هي الميزان الذي يزن به الداعية الأمور ، ويقدر الأشياء ، ولذلك نجد أن أغلب الدعوات الموجودة على الساحة إنما هي إفراز البيئة العاطفية المحضة ؛ مما جعل للعقل العاطفي دورا كبيرا في أن يكون حكمًا على كثير من رموز تلك الدعوات وأتباعها ومناهجها ، فأخذت تطوح بهم ذات اليمين وذات الشمال مما أوقع الكثير منهم في أخطاء جوهرية وشكلية ما يزال الناس يعانون من آثارها ونتائجها الوخيمة .
وغالب من يكتب في موضوع الدعوة إلى الله تعالى لا يشبعون مسألة البصيرة بحثا وتقسيما وتفريعا ؛ ولذلك تجد غالب المصنفات في هذا الجانب لا تُربي - في تقديري - دعاة يُمكن أن يعتمد عليهم بعد الله تعالى ؛ لأن الدعوة إلى الله تعالى ليست مجرد حركة وذهاب وإياب بقدر ما هي اتباع لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن سار على منهجهم وطريقتهم من أهل العلم والدين .
فمن هذا المنطلق أحببت أن أساهم في هذا الموضوع والذي اخترت أن يكون عنوانه :

" البصيرة في الدعوة إلى الله "
لتبصير نفسي والعاملين في حقل الدعوة إلى الله تعالى بالأمور التي يجب على الداعية أن يسلكها في دعوته ، مع بيان شيء من مسائل وأحكام ووسائل وأساليب الدعوة إلى الله ، والأولويات الواجب على الداعية أن يسلكها في دعوته ، وشيء من الحكمة في التعامل مع المدعوين وبيئتهم ، ولا أزعم الإحاطة فيما أشرت إليه ، وإنما هي محاولات وإلماحات ونقولات ، وقد جعلت الحديث عن هذا الموضوع يدور في محورين اثنين :
الأول : البصيرة فيما يدعو إليه .
الثاني : البصيرة في حال المدعوين وكيفية دعوتهم .

والله المسؤول أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يحبه ويرضاه ، وأن يهدينا صراطه المستقيم ، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، إنه سميع مجيب .

كتاب البصيرة في الدعوة إلى الله للشيخ عزيز بن فرحان

hgfwdvm td hg]u,m hgn hggi










عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس