|
حتى لا يكون العالم لصا ... !! الأرض لا تنسي جباه الساجدين والليل لا ينسي أنين العاشقين العارفين أهل الله وأصفيائه وأوليائه وخاصته قال الشافعي رحمه الله أعز الأشياء ثلاثة الجود من قلة والورع في خلوة وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف فمن علماء السلطان من لا يزيدوا السلطان الحاكم إلا خبالاً ولا يهدوهم إلي سواء السبيل فبدل أن ينفقوا أوقاتهم في إحياء الأمة من رقادها أنفقوها في التسابق في طريق الوشاية عند السلطان!! .. ولهؤلاء يقول الفضيل بن عياض إذا رأيت العالم يتردد على أبواب السلاطين فاعلم أنه لص بل وصل الأمر عند بعضهم أن تجرأ بالكذب على رسول الله من أجل إرضاء الحاكم فالعقوبة الإلهية أحياناً قد لا تكون خسفاً ولا صيحة ولا طوفاناً والعياذ بالله بل تكون حرماناً من العلماء الربانيين الذين يقولون كلمة الحق ولا تأخذهم في الله لومة لائم . واليكم نماذج من اهل الحق العلماء الربانيين العاملين .. سفيان الثوري قاطع مجالس السلاطين واعتزلها وتفرغ للحديث ولطلبته .. وقبله نموذج آخر من المحدثين هو محمد بن شهاب الزهري فقد دخل على خلفاء بني أمية ومع دخوله لم يعط الدنية لدينه فها هو يقف كالجبل أمام الخليفة هشام بن عبد الملك كما ذكر ذلك الذهبي في السير عندما قال له من الذي تولى كبره منهم .. ؟ فقال هو عبد الله بن أبي قال كذبت هو علي بن أبي طالب فقال الزهري أنا اكذب فو الله لو نادي مناد من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت .. حدثني سعيد وعروة وعبيد وعلقمة بن وقاص عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي بن سلول.. ومثله في الصدع بالحق أحمد بن محمد الخراساني النوري صاحب الجنيد كان إذا رأى منكراً غيره ولو كان فيه موته .. نزل يوماً فرأى زورقاً فيه ثلاثون دناً فقال للملاح ما هذا ..؟ قال ما يلزمك ..؟ فألح عليه فقال أنت والله صوفي كثير الفضول هذا خمر للمعتضد الخليفة العباسي قال أعطني ذلك المدري فاغتاظ وقال لأجيره ناوله حتى أبصر ما يصنع فأخذه ونزل فكسرها كلها فأدخل على المعتضد الخليفة العباسي .. فقال من أنت ويلك ..؟ قال محتسب قال ومن ولاك الحسبة ..؟ قال الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين .. ! فأطرق وقال ما حملك على فعلك .. ؟ قال شفقة مني عليك .. ! فتركه وأخلا سبيله .. فيا علماء ويا محتسبون الإسلام اليوم في أمس الحاجة إلى مواقفكم تلك المواقف التي تشبه مواقف الرعيل الأول حيث صارعت الباطل فصرعته .. قال الله تبارك وتعالى "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ..." المائدة من الآية ( 67 ) اللهم إنا نسألك شهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين وأن تروي الأرض من دمائنا حتى ترضي عنا اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة علي الرشد وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلي اله وصحبه وسلم والي اللقاء القادم ............ ان شاء الله محمود بن احمد حجازي النجار |
رد: حتى لا يكون العالم لصا ... !! |
رد: حتى لا يكون العالم لصا ... !! بارك الله فيك اخي |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
