الآيات الدالة على صفة العلم.
 

فإذا تأملنا مثلاً الآيات التي تدل على صفة العلم مثل قوله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif في سورة طه أي: سر الإنسان ما أسره في نفسه ولم أو تكلم به خفية كما حكى الله عن يوسف قوله: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعلم السر وأخفى من السر. أخفى من السر هو الشيء الذي يهم به ولكنه لم يحدث به نفسه جازماً.
فالله يعلم سرنا ويعلم جهرنا، ويعلم أخفى من ذلك، وكذلك قوله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif إذا علم ما يخفى فإنه يعلم الجهر وهو الذي يتكلم به الإنسان، ويفصح به يعلم ذلك كله يعلم الجهر وما يخفى، ومثل قول الله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif أي: كيف لا يعلم بخلقه وهو الخالق لهم؟
الجواب: بلى يعلم بما خلق خلقه كلهم لا يكون شيء من أحوالهم إلا بعلمه سبحانه وتعالى، ويكثر في القرآن قوله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif الغيب هو الذي غاب عنا، والشهادة الذي نشاهده ونراه. عالم بذلك، وهكذا مثل قوله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif قد علمها قبل أن توجد وكتبها.
وكذلك الآية التي مرت بنا في سورة لقمان قول لقمان لابنه: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif حبة من خردل http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif يعني: أو تكون في أية مكان يأت بها الله، لا يخفى عليه شيء.
كيف نستفيد من هذه الآيات صفة العلم، واسم العالم والعليم ، فإن الله تعالى بكل شيء عليم، وأنه موصوف بالعلم يعلم كل شيء يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن كيف يكون، ثم كيف نستفيد إذا عرفنا هذه الصفة التي هي صفة الله تعالى بأنه عليم وأنه عالم بكل شيء فائدتك أن تعلم أن الله تعالى يراك حيثما كنت.
تأمل قول الله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif تأمل ذلك، ثم تستفيد أيضاً مراقبة الله. إذا علمت بأنه يراك وأنه يعلم خطرات قلبك، ويعلم فلتات لسانك، ويعلم ما تسره، وما تعلنه، ويعلم خفيّ أمرك وجليّه فإنك تراقب الله تعالى وتستحضر أنه رقيب على عباده http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif ؛ لذلك الذين يستحضرون دائماً أن ربهم سبحانه يعلم أحوالهم ويراهم، وأنه معهم بعلمه لا يخفى عليه شيء من أمرهم؛ لا يجرءون على معصيته، ولا يقربون من شيء من المخالفات التي حرمها عليهم، فإذا رأيت العاصي والمذنب المرتكب لشيء من المحرمات، والواقع في شيء من المنهيات، والتارك للطاعات علمت بأنه ضعيف الإيمان لم يكن مستحضراً دائمًا أن ربه يراه، وإذا استحضر ذلك لم يستحضر عظمة الله، وجلاله، وكبرياءه ولم يستحضر شدة بطشه ولا شدة عقوبته ولم يستحضر ثوابه وعقابه، ولم يستحضر قوله: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif ولم يستحضر قوله: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif بل إنما علمه بهذه علم مجمل؛ لذلك ضعف إيمانه، وقوي شكه وانبعثت نفسه إلى المحرمات، ووقع في هذه المنهيات. هذا سبب من الأسباب.
نستحضر أيضاً مثل قول الله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif بعد أن ذكر الله جنس خلق الإنسان من الذي خلقك أيها الإنسان؟ يقول الله تعالى: http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif ما تمنون. أي: ما تقذفون في الأرحام من هذا المني الذي يخلق الله منه بشراً سويًّا هل أنتم الذين تخلقونه أم الله خالقه؟ http://www.ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ http://www.ibn-jebreen.com/images/b1.gif لا شك أن الله تعالى هو الخالق لكل شيء.


سماحة الشيح عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ـ رحمه الله ـ.

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل على المجهود الرائع
جعله الله في ميزان حسناتكم إن شاء الله
بارك الله فيكم...وجعل الجنة مثواكم....

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.
 

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.
 

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.
 

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.
 

رد: الآيات الدالة على صفة العلم.