فحينما ننظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أعمار أمته نجد أنها ليست بالطويلة .
فهذه حقيقة لا يختلف فيها عاقلان ، وكم نسمع من أناس قد غادروا الحياة وهم في ريعان الشباب ...
فلذلك يحرص الشخص منّا على عمل يطيل عمره ، أليس كذلك ؟
ولكن هل مرت بك سنة من غير ذنب ؟
بل هل مر بك يوم من غير أن تذنب ؟
ولعل لسان الحال يقول معتذراً ومحتجاً

" لو لم تذنبون لذهب الله بكم " .

فنحن نسلّي أنفسنا بالأمل ونشرب من ماء

( سوف ولعلّ وعسى )

حتى نملأ البطون بالخيبة والخسران !!!

أيها الموحد:

هل تريد أن تضيف إلى رصيدك أعماراً وسنيناً من العمل الصالح دون ما ذنب ؟
هل تريد أن ترى في ميزان حسناتك يوم القيامة سنيناً من العمل الصالح دون تعب ؟

اسمع إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، حاثاً أصحابه وهم أفضل الخلق بعد الأنبياء يقول صلى الله عليه وسلم

" من غسّل واغتسل ـ أي غسل الجمعة ـ
وبكّر وابتكر ـ أي أتى باكرأ ـ وقد كان السلف يأتون إلى صلاة الجمعة وبأيديهم السُرُج ، من شدة تبكيرهم ـ
ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام وأنصت ، كان له بكل خطوة أجر سنة ، صيامها وقيامها "

" من غسل واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وانصت كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها "

أي لك بكل خطوة تخطوها من بيتك إلى المسجد أو من سيارتك إلى المسجد أجر سنة كأنك صائم النهار كله فيها وأجر سنة كأنك قائم الليل فيها .
فانظروا إلى فضل الله ما أعظمه !
وانظر كم صليت جمعة وكم ذهبت ماشيا مطبّقا للشروط وهي :
* الاغتسال .
* الذهاب باكراً .
* المشي إلى المسجد .
* الدنو من الإمام والإنصات .
ولا شك أن الإخلاص هو أساس هذه الشروط .

فانظر إلى عظم الأجر بهذا العمل اليسير ولتحتقر نفسك كيف فرطت في هذا الأجر العظيم وأنت العبد الذليل المحمّل بالذنوب ...
فلو كانت خطواتك إلى المسجد 20 خطوة مخلصاً فيها لله مطبقا فيها لما أمر به الرسول فإن لك فوق عمرك 20سنة من الطاعة ..
هذا في جمعة واحدة . فكيف بسنة كاملة قد صليت فيها قرابة الخمسين جمعة .
50×20= 1000 سنة
من الصيام والقيام في سنة واحدة .
فهاهو باب من أبواب رحمة الله قد فتحه الله لعباده ...
أما آن لنا أن ندخله طائعين شاكرين لله قبل أن تدركنا المنون فلا ينفع مال ولا بنون ؟
وتذكر أخي في الله

(أن الدال على الخير كفاعله) ...

جعلنا الله وإياكم من الذاكرين له قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ،

( والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً )

ويقول سبحانه

( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون )


أسأل الله العظيم أن ينفع به من قراه إنه ولي ذلك والقادر عليه .
جعلنا الله وإياكم من الذاكرين له قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم0
اللهـم آميـن