![]() |
الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد: الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني بحث في الصفحة الحالية 600 - " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، و بغض من أساء إليها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 65 ) : موضوع . رواه ابن الأعرابي في " المعجم " ( 2 / 21 - 22 ) و ابن عدي ( 82 / 1 ) و أبو موسى المدني في جزء " من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " ( 150 - 151 ) و أبو نعيم ( 4 / 121 ) و الخطيب ( 7 / 346 ) و القضاعي ( 49 / 2 ) عن إسماعيل بن أبان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه " و ذكر نحوه ابن عدي و زاد : " و هو معروف عن الأعمش موقوفا " . قلت : و إسماعيل هذا قال فيه أحمد : " روى أحاديث موضوعة عن فطر و غيره ، فتركناه " . و قال ابن حبان ( 1 / 116 ) : " كان يضع الحديث على الثقات " . و قال أبو داود : " كان كذابا " . و نقل المناوي عن " لسان الميزان " قال الأزدي : " هو كوفي زائغ و هو الذي روى حديث جبلت القلوب ، قال الأزدي : " هذا الحديث باطل " . قال المناوي : و رأيت بخط ابن عبد الهادي في تذكرته : قال مهنأ : سألت أحمد و يحيى عنه ؟ فقالا : ليس له أصل ، و هو موضوع " . قلت : نقله أيضا ابن قدامة موفق الدين في " المنتخب " ( 10 / 195 / 2 ) عن مهنأ به . و مع هذا كله أورده السيوطي في " الجامع " ! و قال : " صحح البيهقي وقفه " ! قلت : الموقوف موضوع أيضا فإنه من هذه الطريق ، كذلك رواه ابن حبان في " روضة العقلاء " ( ص 255 ) و غيره ، و لذلك قال السخاوي : " هو باطل مرفوعا و موقوفا " . (2/177) 601 - " اتخذوا السراويلات فإنه من أستر ثيابكم ، و خصوا بها نساءكم إذا خرجن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 66 ) : موضوع . رواه العقيلي ( ص 18 ) و ابن عدي ( 4 / 1 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 200 ) و ابن عساكر ( 2 / 380 / 2 ) عن إبراهيم بن زكريا الضرير العجلي - من أهل البصرة - : حدثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ بن نباتة عن علي قال : كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع في يوم دجن و مطر ، قال : فمرت امرأة على حمار و معها مكاري فهوت يد الحمار في وهدة من الأرض ، فسقطت المرأة ، فأعرض النبي عليه السلام بوجهه ، فقالوا : يا رسول الله إنها متسرولة . فقال : اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي . يا أيها الناس اتخذوا .... الحديث . ذكره العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا ، و قال : " صاحب مناكير و أغاليط ، و لا يعرف هذا الحديث إلا به ، فلا يتابع عليه " . و قال ابن عدي : " و هذا الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا ، و لا أعرفه إلا من هذا الوجه ، و إبراهيم حدث عن الثقات بالأباطيل " . و من طريق ابن عدي أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 45 ) و قال : " موضوع ، و المتهم به إبراهيم " . ثم ذكر ما تقدم عن العقيلي و ابن عدي . فتعقبه السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 260 ) بقوله : " قلت : أخرجه البزار و البيهقي في " الأدب " من هذا الطريق ، و إبراهيم بن زكريا المتهم به الذي قال فيه ابن عدي هذا القول هو الواسطي العبدي ، و ليس هو الذي في إسناد هذا الحديث ، إنما هذا إبراهيم بن زكريا العجلي البصري كما أفصح به العقيلي ، و قد التبس على طائفة ، منهم الذهبي في " الميزان " فظنهما واحدا ، و فرق بينما غير واحد ، منهم ابن حبان ، فذكر العجلي في " الثقات " ، و الواسطي في " الضعفاء " . و كذا فرق أبو أحمد الحاكم في " الكنى " و العقيلي و النباتي في " الحافل " و الذهبي في " المغني " . قال الحافظ ابن حجر في " اللسان " : و هو الصواب " . قلت : و هذا التعقب ليس فيه كبير طائل ، ذلك لأن العجلي الذي هو صاحب الحديث لم يوثقه غير ابن حبان ، و هو مع ما عرف به من التساهل في التوثيق ، فقد عارضه من حكمه أقرب إلى الصواب منه ، فقد قال العقيلي فيه : " صاحب مناكير و أغاليط " . ثم ساق له حديثين ، هذا أحدهما . و فيه قال ابن عدي ما نقلته آنفا عنه ، خلافا لما زعمه السيوطي أنه قال ذلك في الواسطي العبدي . و إليك نص كلامه لتكون على بينة من الأمر ، قال : " إبراهيم بن زكريا المعلم العبدستاني العجلي الضرير ، يكنى أبا إسحاق ، حدث عن الثقات بالأباطيل " . ثم ساق له هذا الحديث ، و أعله بما سبق ، فاتفاق هذين الإمامين على تضعيف إبراهيم هذا و استنكار حديثه ، مقدم على توثيق ابن حبان له المستلزم رد الحكم على حديثه بالوضع أو النكارة - كما ذهب إليه السيوطي ، لاسيما و قد ذكر الحافظ النقاد الذهبي أن هذا الحديث من بلايا العجلي ! ثم رأيت ابن أبي حاتم ذكر في " العلل " ( 1 / 492 - 493 ) عن أبيه أنه قال : " هذا حديث منكر ، و إبراهيم مجهول " . على أن في الحديث علة أخرى من الأعلى ، هي بالاعتماد عليها في إعلال الحديث أولى ، و من الغريب أن الذين تكلموا عليه لم يتنبهوا لها ، مثل ابن الجوزي ، و ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 272 ) ، ألا و هي الأصبغ بن نباتة ، فهو متفق على تضعيفه ، بل قال أبو بكر ابن عياش : " كذاب " . و قال النسائي و ابن حبان : " متروك " . و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : " قال ابن معين و غيره : ليس بشيء " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك " . و بالجملة فالحديث بهذا الإسناد و السياق موضوع . و قد ذكر له السيوطي شواهد من حديث أبي هريرة و غيره مرفوعا بلفظ : " اللهم ارحم المتسرولات " . و قال : " و بمجموع هذه الطرق يرتقي الحديث إلى درجة الحسن " . قلت : و في ذلك نظر لأن الطرق التي أشار إليها لا تخلو من وضاع أو متهم أو مجهول ، مع أن بعضها مرسل . و بيان ذلك مما لا يتسع له الوقت الآن ، فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى . (2/178) 602 - " إن الله عز وجل يقول : أنا الله لا إله إلا أنا ، ملك الملوك ، و مالك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، و إن العباد أطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة و الرحمة ، و إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم بالسخط و النقمة فساموهم سوء العذاب ، فلا تشغلوا أنفسكم بالدعاء على الملوك ، و لكن اشغلوا أنفسكم بالذكر و التضرع أكفكم مولككم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 68 ) : ضعيف جدا . رواه الطبراني و عنه أبو نعيم ( 2 / 389 ) و تمام ( 6 / 77 / 1 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) عن أبي عمرو المقدم بن داود قال : حدثنا علي بن معبد قال : حدثنا وهب بن راشد عن مالك بن دينار عن { خلاس } بن عمرو عن أبي الدرداء مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، المقدم بن داود قال النسائي : " ليس بثقة " . و وهب بن راشد هو الرقي قال ابن عدي : " ليس حديثه بالمستقيم ، أحاديثه كلها فيها نظر " . و قال الدارقطني : " متروك " . و قال ابن حبان : " لا يحل الاحتجاج به بحال " . و قال الهيثمي ( 5 / 249 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه وهب ( الأصل : إبراهيم و هو تحريف ) ابن راشد و هو متروك " . قلت : و تعصيب الجناية به وحده ليس بجيد لما علمت أن في الطريق إليه المقداد بن داود ، و هو مثله في الضعف . (2/179) 603 - " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء ، أحياء مرزوقين ، يمشون على الأرض ، يباهي الله بهم ملائكة السماء ، و تزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر ، و المحبون في الله ، و المبغضون في الله ، والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون في الغرفة فوق غرف الشهداء ، للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب ، منها الياقوت و الزمرد الأخضر ، على كل باب نور ، و إن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء ، قاصرات الطرف عين ، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر يوم كذا و كذا أمرت بالمعروف ، و نهيت عن المنكر ؟ كلما نظر إلى واحدة منهن ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف ، و نهى فيه عن منكر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) : لا أصل له . ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث أبي ذر ! و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل ، و هو منكر " . قلت : و لوائح الوضع عليه ظاهرة . و الله أعلم . (2/180) 604 - " السلطان ظل من ظل الرحمن في الأرض ، يأوي إليه كل مظلوم من عباده ، فإن عدل كان له الأجر ، و على الرعية الشكر ، و إن جار ، أو حاف ، أو ظلم كان عليه الإصر ، و على الرعية الصبر ، و إذا جارت الولاة قحطت السماء ، و إذا منعت الزكاة هلكت المواشي ، و إذا ظهر الربا ( و في نسخة : الزنا ) ظهر الفقر و المسكنة ، و إذا أخفرت الذمة أديل للكفار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 69 ) : موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 5 / 80 - 81 و في النسخة الأخرى 5 / 49 - 50 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 175 / 1 ) و الضياء في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( 27 / 2 ) من طريق سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و روى طرفه الأول القضاعي في " مسند الشهاب " ( ق 22 / 2 ) و الديلمي ( 2 / 220 ) . قلت : و هذا إسناد موضوع ، سعيد بن سنان هو أبو مهدي الحمصي اتهمه البخاري بقوله : " منكر الحديث " . و قال الدارقطني : " يضع الحديث " . و ضعفه سائر الأئمة ، و قال ابن عدي : " عامة ما يرويه غير محفوظ " . و لذلك أورده الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " و قال : " هالك " . و قال الحافظ في " التقريب " : " متروك ، و رماه الدارقطني و غيره بالوضع " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية البزار و الحكيم و البيهقي عن ابن عمر . و تعقبه المناوي بقوله : " و قضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه و سكت عليه : و الأمر بخلافه ، بل تعقبه بما نصه : و أبو المهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث . انتهى . و سعيد بن سنان هذا ضعفه ابن معين و غيره ، و قال البخاري : منكر الحديث . و ساق في " الميزان " من مناكيره هذا الحديث ، و جزم الحافظ العراقي بضعف سنده " . و قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 196 ) : " رواه البزار ، و فيه سعيد بن سنان أبو مهدي ، و هو متروك " . و أشار الحافظ المنذري في " الترغيب " ( 3 / 137 ) إلى تضعيف الحديث . (2/181) 605 - " لو قيل لأهل النار : إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا سنة لفرحوا بها ، و لو قيل لأهل الجنة : إنكم ماكثون في الجنة عدد كل حصاة في الدنيا سنة لحزنوا ، و لكنهم خلقوا للأبد و الأمد " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 70 ) : موضوع . رواه الطبراني ( 3 / 75 / 2 ) و أبو نعيم ( 4 / 168 ) من طريق الحكم بن ظهير عن السدي عن مرة عن ابن مسعود مرفوعا : و قال أبو نعيم : " تفرد به الحكم بن ظهير " . قلت : و هو كذاب عند ابن معين و غيره ، و قال ابن حبان ( 1 / 245 ) : " يروي عن الثقات الأشياء الموضوعات " . ثم ساق له حديثا آخر ، و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 396 ) : " و هو مجمع على ضعفه " . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 224 ) : " قال أبي : هذا حديث منكر " . و قد أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني فأساء . و لم يتعقبه المناوي إلا بقول الهيثمي المذكور ! و الحديث يدل على أبدية الخلود في النار ، و الآيات القرآنية و الأحاديث الصحيحة تغني عنه من هذه الناحية . (2/182) 606 - " ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ، ما فيها من أمة محمد أحد " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 71 ) : موضوع . رواه ابن عدي عن العلاء بن زيدل عن أنس مرفوعا . قلت : و العلاء هذا قال الذهبي : " تالف ، قال ابن المدني : كان يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 169 ) : " يروي عن أنس بن مالك بنسخة كلها موضوعة ، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجب " . و إنما أوردت الحديث لأن عالمين فاضلين أورداه ساكتين عليه ، أحدهما الحافظ ابن حجر في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 ، رقم 194 ) و الآخر المناوي ذكره عند شرحه للحديث الذي قبله محتجا به ! و معنى الحديث صحيح إن كان المراد بـ " أمة محمد " فيه أمة الإجابة لا أمة الدعوة كما هو ظاهر . و يؤيده ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح " ( 2 / 176 - 177 ) من رواية إسحاق بن راهويه : حدثنا عبيد الله ( بن معاذ ) : حدثنا أبي : حدثنا شعبة عن يحيى بن أيوب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : " ما أنا بالذي لا أقول : إنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد ، و قرأ قوله : *( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير و شهيق )* الآية . قال عبيد الله : كان أصحابنا يقولون : يعني به الموحدين " . و قد روي الحديث عن أبي أمامة و لا يصح أيضا و هو : " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " . (2/183) 607 - " ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج ، و آخر تخفق أبوابها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 72 ) : باطل . أخرجه الطبراني في " جزء من حديثه " رواية أبي نعيم ( 28 / 1 ) و الخطيب ( 9 / 122 ) عن عبد الله بن مسعود بن كدام عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا به . و ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 268 ) من هذا الوجه و قال : " هذا حديث موضوع محال ، جعفر هو ابن الزبير متروك " . و أقره السيوطي ( 2 / 466 ) ثم ابن عراق ( 391 / 1 ) . و أقول : جعفر هذا وضاع ، و قد مضى له أحاديث . لكن الراوي عنه ابن مسعر هالك أيضا ، و قد أشار لهذا الذهبي في ترجمة جعفر فقال : " و يروي بإسناد مظلم عنه حديث متنه : يأتي على جهنم .... " . ثم أعاده في ترجمة ابن مسعر فقال فيه : " قال أبو حاتم : متروك الحديث . و قال العقيلي : لا يتابع على حديثه .. " ثم قال : " و في معجم الطبراني من حديث هذا التالف عن جعفر بن الزبير ( في الأصل " الزبير بن سعيد " و هو تحريف ) عن القاسم عن أبي أمامة في انقطاع عذاب جهنم ، فهذا باطل " . و أقره الحافظ في " اللسان " و أورده في " تخريج أحاديث الكشاف " ( 4 / 87 رقم 194 ) و لم يعزه لأحد ! و لعل الحديث أصله موقوف على بعض الصحابة ، رفعه هذا التالف أو شيخه عمدا أو خطأ ، فقد أخرجه البزار عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو قال : " يأتي على النار زمان تخفق أبوابها ليس فيه أحد . يعني من الموحدين " . قال الحافظ : " كذا فيه ، و رجاله ثقات ، و التفسير لا أدري ممن هو ؟ و هو أولى من تفسير المصنف " . قلت : الظاهر أن التفسير المذكور ، من مخرجه البزار ، فقد أخرج الفسوي في " تاريخه " بسند البزار عينه عن أبي بلج به ، و ليس فيه التفسير المذكور ، هكذا ذكره الذهبي في ترجمة أبي بلج ، و كذا الحافظ في " التهذيب " عن الفسوي و زاد : " قال ثابت البناني : سألت الحسن عن هذا ؟ فأنكره " . و أبو بلج هذا في نفسه ثقة ، و لكنه ضعيف من قبل حفظه ، و لذلك عد الذهبي هذا الأثر من بلاياه ! ثم قال : " و هو منكر " . و جملة القول أن هذا الحديث لا يصح مرفوعا و لا موقوفا . هذا و تفسير الزمخشري الذي سبقت الإشارة إليه في كلام الحافظ هو قوله في " تفسيره " ( 2 / 236 ) : " و قد بلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ، و هذا و العياذ بالله من الخذلان المبين ، و لئن صح هذا عن ابن عمرو فمعناه أنهم يخرجون من النار إلى برد الزمهرير ، فذلك خلو جهنم و صفق أبوابها " . و هذا تأويل بعيد . و الأقرب ما سبق عن الحافظ ، إلا أنني أرى أن الصواب عدم الاشتغال بالتأويل ما دام أن الحديث لم يصح . و الله أعلم . و اعلم أن من أذناب هؤلاء الضلال في القول بانتهاء عذاب الكفار الطائفة القاديانية ، بل هم قد زادوا في ذلك على إخوانهم الضلال ، فذهبوا إلى أن مصير الكفار إلى الجنة ! نص على ذلك ابن دجالهم الأكبر محمود بشير بن غلام أحمد في كتاب " الدعوة الأحمدية " . فمن شاء التأكد من ذلك فليراجعها فإني لم أطلها الآن . و إن مما يجب الوقوف عنده ، و تحقيق القول فيه ما ذكره ابن القيم في " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " ( 2 / 171 - 172 ) من رواية عبد بن حميد ( قال ) : بإسنادين صحيحين له عن الحسن قال : قال عمر بن الخطاب : " لو لبث أهل النار عدد رمل عالج ، لكان لهم يوم يخرجون فيه " . ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى *( لابثين فيها أحقابا )* . و قال ابن القيم : " و حسبك بهذا الإسناد جلالة ، و الحسن و إن لم يسمع من عمر ، فإنما رواه عن بعض التابعين ، و لو لم يصح عنده ذلك عن عمر لما جزم به و قال : قال عمر بن الخطاب " . قلت : هذا كلام خطابي ، أستغرب صدوره من ابن القيم رحمه الله . لأنه خلاف ما هو مقرر عند أهل الحديث في تعريف الحديث الصحيح : أنه المسند المتصل برواية العدل الضابط ، فإذا اعترف بانقطاعه بين الحسن و عمر ، فهو مناف للصحة بله الجلالة ! و خلاف المعروف عندهم من ردهم لمراسيل الحسن البصري خاصة ، و لذلك قال الحافظ ابن حجر في أثر الحسن هذا نفسه : " فهو منقطع ، و مراسيل الحسن عندهم واهية ، لأنه كان يأخذ من كل أحد " ! و قوله : " فإنما رواه عن بعض التابعين ، ...... " قلنا : نعم ، فكان ماذا ؟ أليس كذلك كل مرسل تابعي ؟ إنما رواه عن تابعي إن لم يكن عن صحابي ؟ فلماذا إذن اعتبر المحدثون الحديث المرسل أو المنقطع من قسم الحديث الضعيف ؟ ذلك لاحتمال أن يكون الرجل الساقط من الإسناد مجهولا أو ضعيفا لا يحتج به لو عرف ، و هذا بخلاف ما لو كان المرسل لا يروي إلا عن صحابي فإن حديثه حجة ، لأن الصحابة كلهم عدول ، فهذا المرسل فقط هو الذي يحتج به من بين المراسيل كلها ، و هو الذي اختاره الغزالي و صححه الحافظ العلائي في " جامع التحصيل في أحكام المراسيل " ( 7 / 1 ) ، و أما دعوى البعض أن الإجماع كان على الاحتجاج بالحديث المرسل حتى جاء الإمام الشافعي ، فدعوى باطلة مردودة بأمور منها ما رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 12 ) عن عبد الله بن المبارك أنه رد حديث " إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك ، و تصوم لهما مع صيامك " بعلة الإرسال ، في قصة له تراجع هناك . و ابن المبارك رحمه الله توفي قبل الشافعي بأكثر من عشرين سنة . و كلام ابن القيم المذكور - مع مخالفته للأصول - يلزمه أن يقبل مراسيل الحسن البصري كلها إذا صح السند إليه بها ، و ما إخاله يلتزم ذلك ، كيف و منها ما رواه عن سمرة مرفوعا . " لما حملت حواء طاف بها إبليس ، و كان لا يعيش لها ولد ، فقال : سميه عبد الحارث . فسمته عبد الحارث ، فعاش ، و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره " . فهذا إسناده خير من إسناد الحسن عن عمر ، لأنه قد قيل أن الحسن سمع من سمرة ، بل ثبت أنه سمع منه حديث العقيقة في " صحيح البخاري " ، و هو مع جلالته ، مدلس لا يحتج بما عنعنه من الحديث ، و لو كان قد لقي الذي دلس عنه كسمرة ، فهل يحتج ابن القيم بحديثه هذا عن سمرة و يقول فيه : " فإنما رواه عن بعض التابعين ... " ؟ ! كلا إن ابن القيم رحمه الله تعالى أعلم و أفقه من أن يفعل ذلك ، مع العلم أن بعضهم قد فسر بهذا الحديث قوله تعالى : *( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما )* فأرجع ضمير ( جعلا ) إلى آدم و حواء عليهما السلام ! مع أن الحسن نفسه لم يفسر الآية بحديثه هذا كما بيناه فيما تقدم ( رقم 342 ) ، و كذلك صنع ابن القيم فإنه فسر الآية المذكورة بنحو ما فسره الحسن ، قال في " التبيان " ( 264 ) : " فاستطرد من ذكر الأبوين إلى ذكر المشركين من أولادهم " . و كم من حديث من رواية الحسن مرسلا أو منقطعا لم يأخذ به ابن القيم كغيره من أهل العلم بل إن بعضها ثبت عن الحسن الإفتاء بخلافه ، و ليس هذا مجال بيانه ، غير أني أقول : إن هذا الأثر الذي رواه الحسن عن عمر ، هو في المعنى كالأثر المتقدم الذي رواه أبو بلج عن عبد الله بن عمرو . و مع ذلك لما سئل عنه الحسن رحمه الله تعالى أنكره ، كما تقدم من رواية الفسوي عن ثابت عنه . و أقول الآن : إن حديث بطلان الصلاة بالقهقهة قد جاء مرسلا عن جماعة من التابعين أشهرهم أبو العالية ، و منهم الحسن البصري ، و هو صحيح عنه ، فقد قال البيهقي في " كتاب معرفة السنن و الآثار " ( ص 139 - طبع الهند ) : " و قد رواه جماعة عن الحسن البصري مرسلا " . فهل يأخذ به ابن القيم ؟! و يؤسفني أن أقول : إن القاديانية في ضلالهم المشار إليه آنفا ( ص 73 ) يجدون متكئا لهم في بعض ما ذهبوا إليه في بعض كتب أئمتنا من أهل السنة ، فقد عقد العلامة ابن القيم في كتابه " الحادي " فصلا خاصا في أبدية النار ، أطال الكلام فيه جدا ، و حكى في ذلك سبعة أقوال ، أبطلها كلها سوى قولين منها : الأول : أن النار لا يخرج منها أحد من الكفار ، و لكن الله عز وجل ينفيها ، و يزول عذابها . و الآخر : أنها لا تفنى ، أن عذابها أبدي دائم . و قد ساق فيه أدلة الفريقين و حججهم من المنقول و المعقول ، مع مناقشتها ، و بيان ما لها و ما عليها . و الذي يتأمل في طريقة عرضه للأدلة و مناقشته إياها ، يستشعر من ذلك أنه يميل إلى القول الأول ، و لكنه لم يجزم بذلك ، فراجع إن شئت الوقوف على كلامه مفصلا الكتاب المذكور ( 2 / 167 - 228 طبع الكردي ) . و لكنني وجدته يصرح في بعض كتبه الأخرى بأن نار الكفار لا تفنى و هذا هو الظن به ، فقال رحمه الله في " الوابل الصيب " ( ص 26 ) ما نصه : " و أما النار فإنها دار الخبث في الأقوال و الأعمال و المآكل و المشارب و دار الخبيثين ، فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشيء لتراكب بعضه على بعض ، ثم يجعله في جهنم مع أهله . فليس فيها إلا خبيث ، و لما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا يشوبه خبث ، و خبيث لا طيب فيه ، و آخرون فيهم خبث و طيب - كانت دورهم ثلاثة : دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض ، و هاتان الداران لا تفنيان . و دار لمن معه خبث و طيب و هي الدار التي تفنى ، و هي دار العصاة فإنه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين أحد ، فإنهم إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار فأدخلوا الجنة ، و لا يبقى إلا دار الطيب المحض ، و دار الخبث المحض " . و لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة في الرد على من قال بفناء الجنة و النار ، لم نقف عليها ، و إنما ذكرها الشيخ يوسف بن عبد الهادي في " فهرسته " ( ق / 26 / 1 ) . (2/184) 608 - " ليؤمكم أحسنكم وجها ، فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا ، و قوا بأموالكم عن أعراضكم ، و ليصانع أحدكم بلسانه عن دينه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 75 ) : موضوع . رواه ابن عدي ( 97 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 5 / 64 / 1 ) عن حسين بن المبارك الطبراني : حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا . و قال ابن عدي : " حسين هذا حدث بأسانيد و متون منكرة عن أهل الشام " . و نقل الذهبي و تبعه المناوي عنه أعني ابن عدي أنه قال فيه : " متهم " . و لم أجد هذا في نسختنا من " الكامل " ثم ساق له الذهبي حديثا قال عقبه : " و هذا كذب " . و تقدم الكلام عليه برقم ( 191 ) . و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 100 ) من طريق الحضرمي : حدثنا حسان بن يوسف التميمي حدثنا محمد بن مروان عن هشام بن عروة به و قال : " موضوع . الحضرمي مجهول ، و محمد بن مروان السدي كذاب ، و تابعه حسين بن المبارك عن إسماعيل بن عياش عن هشام ، و البلاء من حسين ، فإنه يحدث بمنكرات " . و الحديث رواه الديلمي من طريق الحسين هذا ، كما في " اللآلي " ( 2 / 22 ) . و رواه ابن عساكر ( 15 / 240 / 1 ) من طريق محمد بن صبح بن يوسف : حدثنا إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أبي البحتري عن هشام بن عروة به . أورده في ترجمة محمد بن صبح و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و من بينه و بين هشام لم أعرفهم ، و سكت السيوطي عنه ! ثم ذكر له شاهدا من حديث عمرو بن أخطب نحوه ، و سأتكلم عليه عقب هذا إن شاء الله تعالى . و اعلم أنه ليس في الشرع ما يدل على أن هناك ارتباطا بين حسن الوجه و حسن الخلق ، فقد يتلازمان و قد ينفكان ، و قد روى أحمد في " مسنده " ( 3 / 492 ) أن أبا لهب لعنه الله كان وضيء الوجه من أجمل الناس ، بل قال ابن كثير : " و إنما سمي أبا لهب لإشراق وجهه " و مع ذلك فقد كان من أسوء خلق الله خلقا . و أشدهم إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، و ازدراء به كما هو مشهور عنه ، و قد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ، و لا إلى أجسامكم ، و لا إلى أموالكم ، و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم " رواه مسلم و غيره . (2/185) 609 - " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء ، فأكبرهم سنا ، فإن كانوا في السن سواء فأحسنهم وجها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 76 ) : منكر لا أصل له . أخرجه البيهقي ( 3 / 121 ) عن عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز أبي خالد القاضي من ولد عتاب بن أسيد : أنبأ أبو عاصم : أنبأ عزرة بن ثابت عن علباء بن أحمر عن أبي زيد الأنصاري ( و هو عمرو بن أخطب ) مرفوعا . و أشار البيهقي لضعفه بقوله : " إن صح " . و علته عبد العزيز هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " و استنكر له هذا الحديث و قال : " هذا منكر لا أصل له ، و لعله أدخل عليه ، و ما عدا هذا من حديثه يشبه حديث الأثبات " . ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " و أقره . و قال المناوي : " و فيه عبد العزيز بن معاوية ، غمزه الحاكم بهذا الحديث ، و قال : هو خبر منكر . و رده في " المهذب " بأن مسلما روى حديثا بهذا السند . انتهى . و به يعرف أن رمز المصنف لضعفه غير صواب ، و أن حكم ابن الجوزي بوضعه تهور " . قلت : و فيه عديد من الموآخذات : الأول : أن مسلما لم يحتج بعبد العزيز هذا ، و إنما روى له في المقدمة . الثاني : أن السيوطي نفسه أقر في " اللآلي " ( 2 / 22 ) الحاكم على غمزه المذكور . الثالث : أن ابن الجوزي لم يورد هذا الحديث مطلقا و إنما أورد الجملة الأخيرة منه من طريق أخرى في حديث آخر و هو موضوع باعتراف الذهبي صاحب " المهذب " ، و إقرار المناوي نفسه له كما مضى في الحديث الذي قبله . رابعا : أن أبا أحمد الحاكم لم يتفرد بإنكار الحديث بل تابعه عليه ابن حبان ، و أقره الحافظ ، و ضعفه البيهقي كما ذكرته عنه آنفا . خامسا : أن هناك أحاديث صحيحة تبين الأحق بالإمامة مثل حديث أبي مسعود البدري مرفوعا : " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا " . رواه مسلم و غيره . و ليس فيه و لا في غيره ذكر للأحسن وجها . فهذا من الأدلة على صحة حكم الأئمة المذكورين على هذا الحديث بالإنكار . فأنى للحديث ما أراده له المناوي من القوة ! و الله أعلم . و قد ذهبت بعض المذاهب إلى تقديم الأحسن وجها بعد الاستواء في الشروط الأخرى عملا بهذا الحديث المنكر . بل بالغت بعضها فقالت : " فالأحسن زوجة لشدة عفته ، فأكبرهم رأسا ، فأصغرهم عضوا " ! <1> . ----------------------------------------------------------- [1] مراقي الفلاح ( ص 55 ) من كتب الحنفية . و كأنهم لم يسعهم الوقوف عند الأحاديث الصحيحة كحديث أبي مسعود المتقدم آنفا ، بل و لا عند الأحاديث الموضوعة و المنكرة ، حتى اخترعوا من آرائهم شروطا أخرى ، و ليتها كانت معقولة و غير مستهجنة ، و من الممكن العمل بها . و إلا فقل لي بربك كيف يمكن معرفة " الأصغر عضوا " ، مع كونه أكبرهم رأسا إلا بالكشف عن العورات ثم هم مع ذلك يسمون مثل هذه الآراء فقها ! فاللهم توفيقك و هدايتك . اهـ . (2/186) 610 - " ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 77 ) : ضعيف . أخرجه ابن ماجه ( 1 / 486 ) عن قيس أبي عمارة مولى الأنصار قال : سمعت عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يحدث عن أبيه عن جده مرفوعا . و هذا سند ضعيف من أجل قيس هذا . قال البخاري : " فيه نظر " . و ذكره العقيلي في " الضعفاء " و أورد له حديثين و قال : " لا يتابع عليهما " ، أحدهما هذا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " فلا يلتفت إليه ، بعد جرح إمام الأئمة له ، و لهذا قال الحافظ في ترجمته من " التقريب " : " فيه لين " . فمن العجائب أن يسكت الحافظ على الحديث في " التلخيص " ( 5 / 252 ) ، و تبعه على ذلك السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 424 ) . و أعجب منه قول النووي في " الأذكار " ( 188 ) : " إسناده حسن " و أقره المناوي ! و لعل النووي تنبه فيما بعد لعلته فلم يورده في " الرياض " . و الله أعلم . (2/187) 611 - " ما خاب من استخار ، و لا ندم من استشار ، و لا عال من اقتصد " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) : موضوع . رواه الطبراني في " الصغير " ( ص 204 ) عن عبد القدوس بن عبد السلام بن عبد القدوس : حدثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس مرفوعا . و قال : " لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس تفرد به ولده عنه " . قلت : عبد القدوس الجد : كذاب ، و ابنه اتهمه بالوضع ابن حبان كما سيأتي في الحديث ( 767 ) . و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للطبراني في " الأوسط " فقط و هو قصور ، و كذلك عزاه له الحافظ في " اللسان " ، و منه تبين أن السند واحد . فلم يحسن السيوطي بإيراده في " الجامع " مع تفرد هذا الكذاب به ! . (2/188) 612 - " الأكل مع الخادم من التواضع ، فمن أكل معه اشتاقت إليه الجنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 78 ) : موضوع . الديلمي ( 1 / 2 / 268 ) عن أبي علي بن الأشعث : حدثنا شريح بن عبد الكريم : حدثنا جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني أبو الفضل في كتاب " العروس " : حدثنا محمد بن كثير القرشي : حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا . قلت : أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 195 ) <1> في جملة أحاديث ذكرها من طريق الديلمي بإسناده عن أبي الفضل هذا ، و قال السيوطي : " ابن الأشعث كذبوه ، و قال الديلمي : أسانيد " كتاب العروس " واهية لا يعتمد عليها ، و الأحاديث منكرة جدا " . قلت : و محمد بن كثير القرشي قال أحمد : " حرقنا حديثه " ، و قال البخاري : " منكر الحديث " . و جعفر بن محمد الحسيني قال الجوزقاني في " كتاب الأباطيل " : " مجروح " . و به أعله ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 267 ) و قال في ترجمته من المقدمة ( 1 / 45 ) : " أشار الديلمي إلى اتهامه " . يعني قول الديلمي المتقدم . و الحديث قال المناوي : " سنده ضعيف " . و الظاهر أنه اقتصر على تضعيفه بناء منه على قاعدة أن ما تفرد به الديلمي فهو ضعيف ، و إلا فإنه لو رجع إلى سنده لحكم عليه بالوضع كما صنع السيوطي على تساهله ، و مع ذلك فقد تناقض السيوطي ، فأورده في " الجامع الصغير " أيضا ! ----------------------------------------------------------- قلت : و وقع فيه سقط في إسناد الحديث استدركته من " مختصر الديلمي " للحافظ ابن حجر . اهـ . (2/189) 613 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين ، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 79 ) : موضوع . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 354 ) و أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 91 / 1 ) عن سليمان بن عيسى : حدثنا مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبي هريرة مرفوعا . و قال أبو نعيم : " غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو موضوع ، آفته سليمان هذا و هو السجزي ، و هو كذاب كما قال أبو حاتم و غيره ، و قال ابن عدي : " يضع الحديث " . و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " و قال ( 3 / 237 ) : " لا يصح ، سليمان كذاب ، و رواه داود بن الحصين عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان بن معاوية الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . قال ابن حبان : داود يحدث عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات ، يجب مجانبة روايته ، و البلية في هذا منه : قال : و هذا خبر باطل لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ و من روى مثل هذا الخبر عن إبراهيم بن الأشعث عن مروان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا . وجب مجانبة روايته ، لأن إبراهيم بن الأشعث يقال له : إمام <1> من أهل بخارى ثقة مأمون ، و البلية في هذا الحديث من داود هذا ] " <2> . قلت : لكن تعقبه الدارقطني في تعليقه عليه فقال : " إبراهيم بن الأشعث ضعيف يحدث عن الثقات بما لا أصل له . و زعموا أنه كان من العباد . و مروان الفزاري لم يسمع من سهيل بن أبي صالح و لا روى عنه مما انتهى إلينا " . قلت : و يؤيد تضعيف الدارقطني لإبراهيم أن ابن حبان نفسه لما أورد إبراهيم في " الثقات " قال : " يغرب و ينفرد فيخطئ و يخالف " . فهذا منه نقض لوصفه إياه بأنه ثقة مأمون ، لأنها لا تلقي مع وصفه إياه بأنه يخطئ و يخالف ، بل هذا إلى التضعيف أقرب منه إلى التوثيق فتأمل ، لاسيما و قد اتهمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 88 ) عن أبيه بحديث موضوع و قال : " كنا نظن بإبراهيم الخير فقد جاء بمثل هذا ! " . و اعلم أن داود بن الحصين هذا ليس هو الأموي مولاهم فإن ذاك مدني ، و هذا من ( المنصورة ) كما في " ضعفاء ابن حبان " و ( المنصورة ) عدة مواضع ، و لعلها هنا مدينة خوارزم القديمة فراجع " معجم البلدان " . ثم إن هذا متأخر عن ذاك ، فالأموي من أتباع التابعين . و تعقبه السيوطي بما لا يجدي كغالب عادته ! فقال في " اللآلي " ( 2 / 439 ) : " قلت : له شواهد ... " . ثم ذكرها من حديث علي و ابن عباس ، عند الماليني في " المؤتلف و المختلف " ، و من حديث أم سلمة عند الديلمي . قلت : و هي شواهد لا تسمن و لا تغني من جوع ! و لم يسق السيوطي أسانيدها لننظر فيها إلا الأخير منها ، و فيه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي و هو متهم بالكذب لا يخفى حاله على مثل السيوطي ، قال ابن المبارك و غيره : " كذاب " . و قال ابن حبان : " كان يضع الحديث " كما يأتي تحت الحديث ( 767 ) . و أما إسناد حديث علي فقد وقفت عليه ، أخرجه أبو موسى المديني في " جزء من أدركه الخلال من أصحاب ابن منده " ( ق 151 / 2 ) من طريق سليمان بن عيسى بن نجيح : حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه : و قال : " غريب من حديث الثوري " . قلت : بل هو عندي باطل لم يحدث به الثوري ، بل ألصقه به سليمان هذا و هو السجزي الكذاب الذي في الطريق الأولى ليضل به الناس كما فعل في الإسناد الأول ، قاتل الله الكذابين و قبحهم . و رواه الطبراني في " جزء من حديثه " ( ق 31 / 2 ) من طريق المقدام بن داود المصري عن عبد الله بن محمد بن المغيرة عن سفيان به . و هذه متابعة لا يفرح بها ! فإن ابن المغيرة هذا قال النسائي : " روى عن الثوري و مالك بن مغول أحاديث كانا أتقى لله من أن يحدثا بها " . و قال العقيلي : " يحدث بما لا أصل له " . و ساق الذهبي في ترجمته عدة أحاديث ، ثم قال : " و هذه موضوعات " ! و المقدام بن داود ليس بثقة كما قال النسائي . فبطلت هذه المتابعة أيضا . و ذكر له ابن عراق شاهدا آخر من حديث ابن مسعود و قال ( 2 / 373 ) : " أخرجه ابن عساكر في تاريخه " . و سكت عليه . و هو عند ابن عساكر ( 16 / 302 / 2 ) من طريق المظفر بن الحسن بن المهند : أخبرنا أحمد بن عمر بن جوصا : أخبرنا أبو عامر موسى بن عامر : أخبرنا الوليد بن مسلم : أخبرنا شيبان أبو معاوية عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا به . و هذا إسناد واه ، و آفته ابن المهند هذا ، ففي ترجمته أورده ابن عساكر و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ، و لا ذكر له شيئا من أحواله إلا أنه مات سنة ( 381 ) بـ ( أشنه ) <2> . و أحمد بن عمر بن جوصا ، قال الذهبي : " صدوق له غرائب " . و قال الدارقطني : " لم يكن بالقوي " . و قال مسلمة بن قاسم : " كان عالما بالحديث مشهورا بالرواية ، عارفا بالتصنيف ، و كانت الرحلة إليه في زمانه ، و كان له وراق يتولى القراءة عليه و إخراج كتبه ، فساء ما بينهما ، فاتخذ وراقا غيره ، فأدخل الوراق الأول أحاديث في روايته و ليست من حديثه ، فحدث بها ابن جوصا ، فتكلم الناس فيه ، ثم وقف عليها فرجع عنها " . قلت : فلعل هذا الحديث مما دسه عليه ذلك الوراق ليشينه به ، هذا إن كان ابن المهند سمعه منه ، و حفظه عنه . ثم إن الوليد بن مسلم و إن كان ثقة فقد كان يدلس تدليس التسوية ، و قد عنعن في إسناده فلا تقوم الحجة به ، إن سلم ممن دونه ! و بالجملة ، فهذه الطريق خير طرق هذا الحديث ، و مع ذلك فلا يثبت الحديث بها لما علمت من العلل التي فيها . و اعلم أن الحافظ السخاوي بعد أن أورد الحديث في " المقاصد " ( ص 31 ) من الطريق الأولى [ و أولها ] بقوله : " و سليمان متروك ، بل اتهم بالكذب و الوضع " . استدرك فقال : " و لكن لم يزل عمل السلف و الخلف على هذا " . فينبغي أن يعلم أنه لا يلزم من ذلك أن الحديث صحيح ، لأنه تضمن شيئا زائدا على ما جرى عليه العمل ، ألا و هو تعليل الدفن وسط القوم الصالحين ، و هذا لا يستلزم ثبوت التعليل المذكور فيه ، لاحتمال أن يكون شيئا آخر ، و على كل حال فعلة الحكم أمر غيبي لا يجوز إثباتها بالظن و الرجم بالغيب . أو مجرد جريان العمل على مقتضاها . و الله أعلم . ----------------------------------------------------------- [1] كذا الأصل ، و في " الجرح و التعديل " : " و يعرف بـ ( لام ) " . و لعله الصواب . [2] زيادة من " كتاب المجروحين " لابن حبان ( 1 / 286 ) . [3] بالضم ثم السكون و ضم النون و هاء محضة : بلدة في طرف أذريبجان كما في " معجم البلدان " . اهـ . (2/190) 614 - " إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا النار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) : منكر . أخرجه ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 169 ) و تمام في " الفوائد " ( 236 / 1 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 2 ) و الواحدي في " التفسير " ( 4 / 145 / 1 ) من طريق يحيى بن سليم الطائفي : حدثنا الأزور بن غالب عن سليمان التيمي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك مرفوعا . و أورده ابن عدي و كذا ابن حبان في ترجمة الأزور هذا ، و قال : " كان قليل الحديث إلا أنه روى على قلته عن الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير ، فكأنه كان يخطيء و هو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد " . ثم ساق الحديث و قال : " هذا متن باطل لا أصل له " . و أما ابن عدي فقال : " أحاديثه معدودة يسيرة غير محفوظة ، و أرجو أنه لا بأس به " . كذا قال ! و في " الميزان " : " منكر الحديث ، أتى بما لا يحتمل ، فكذب " . (2/191) 615 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 82 ) : ضعيف . رواه القشيري في " الرسالة " ( ص 59 طبع بولاق ) و من طريقه ابن النجار ( 10 / 161 / 2 ) : أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك قال : أخبرنا أحمد بن محمود بن { خرزاذ } قال : حدثنا محمد بن فضيل بن جابر قال : حدثنا سعيد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن زكريا قال : حدثني أبي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : فذكره مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مظلم ، من دون أنس لم أجد لأحد منهم ذكرا في شيء من كتب التراجم ، اللهم إلا ابن { خرزاذ } هذا فهو من شيوخ الدارقطني ، و قد ساق له حديثا بسند له إلى مالك عن الزهري عن أنس . ثم قال الدارقطني : " هذا باطل بهذا الإسناد ، و من دون مالك ضعفاء " . و قال في موضع آخر : " مجهول " كما في " اللسان " . فالظاهر أنه هو آفة هذا الحديث . والله أعلم . و الحديث أورده في " الجامع الصغير " من رواية القشيري و ابن النجار ، و لم يتكلم عليه المناوي بشيء ! و النصف الأول من الحديث له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود و أبي سعيد الأنصاري . أما حديث ابن مسعود ، فأخرجه ابن ماجه ( 4250 ) و أبو عروبة الحراني في " حديثه " ( ق 100 / 2 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 71 / 1 ) و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 210 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 1 / 2 / 1 ) و السهمي في " تاريخ جرجان " ( 358 ) من طريق عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة عنه . و رجال إسناده ثقات ، لكنه منقطع بين أبي عبيدة - و هو ابن عبد الله بن مسعود - و أبيه . و أما حديث أبي سعيد الأنصاري ، فأخرجه ابن منده في " المعرفة " ( 2 / 245 / 1 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 398 ) من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعيد الأنصاري عن أبيه مرفوعا به . و زاد في أوله : " الندم توبة " . و هذه الزيادة لها طريق أخرى صحيحة عن ابن مسعود ، و هي مخرجة في " الروض النضير " رقم ( 642 ) . و انظر رقم ( 1150 ) فإنه فيه من حديث أبي هريرة . و أما هذا الإسناد فهو ضعيف كما قال السخاوي في " المقاصد " ( 313 ) ، و علته يحيى بن أبي خالد ، قال ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 140 ) : " مجهول " . و كذا قال الذهبي . و نقل الحافظ في " اللسان " عن أبي حاتم أنه قال : " و هذا حديث ضعيف ، رواه مجهول عن مجهول " . يعني يحيى هذا ، و ابن أبي سعيد . ( تنبيه ) : هكذا وقع في " الحلية " ( أبي سعيد ) ، و كذا وقع في " المقاصد " و " الجامع الصغير " و غيرهما . و وقع في " المعرفة " ( أبي سعد ) و في ترجمته أورد ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 378 ) هذا الحديث ، فيبدو أنه الصواب . و جملة القول : أن الحديث المذكور أعلاه ضعيف بهذا التمام . و طرفه الأول منه حسن بمجموع طرقه ، و قد قال السخاوي : " حسنه شيخنا - يعني ابن حجر - لشواهده " . و الله أعلم . و له شاهد آخر من حديث ابن عباس بزيادة أخرى ، و هو : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ، و من آذى مسلما كان عليه من الإثم مثل منابت النخل " . (2/192) 616 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و المستغفر من الذنب و هو مقيم عليه كالمستهزئ بربه ، و من آذى مسلما كان عليه من الأثم مثل منابت النخل " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 83 ) : ضعيف . رواه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 373 / 1 ) و ابن عساكر في المجلس الثاني و الثلاثين في التوبة من " الأمالي " ( ورقة 4 / 1 ) من طريق الخطيب بسنده عن سلم بن سالم : حدثنا سعيد الحمصي عن عاصم الجذامي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا . ثم رواه في " التاريخ " ( 15 / 295 / 2 ) من طريق أخرى عن سلم : حدثنا سعيد بن عبد العزيز به . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، سلم بن سالم و هو البلخي الزاهد أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال : قال أحمد و النسائي : ضعيف " . و سعيد الحمصي لم أعرفه ، و يحتمل أن يكون سعيد بن سنان أبا مهدي الحمصي و هو ضعيف جدا . (2/193) 617 - " استرشدوا العاقل ترشدوا ، و لا تعصوه تندموا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 84 ) : موضوع . رواه الخطيب عن سليمان بن عيسى بسنده المتقدم آنفا برقم ( 613 ) عن أبي هريرة مرفوعا . و سليمان كذاب كما سبق ، و قد ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث و قال : " و هذا غير صحيح " . يعني أنه موضوع . قلت : و لم يتفرد به ، فقد أخرجه أبو الحسن النعالي في " جزء من حديثه " ( 127 / 1 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 61 / 1 ) عن علي بن زياد المتوثي : حدثنا عبد العزيز بن أبي رجاء : حدثنا مالك بن أنس به . لكنه قال : عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة : و عبد العزيز هذا قال الذهبي : " قال الدارقطني : متروك ، له مصنف موضوع كله " . ثم ساق له حديثين في العقل من طريق المتوثي هذا عنه به هذا أحدهما ، و قال في الآخر : " هذا باطل على مالك " . و الأول أورده الدارقطني في " غرائب مالك " من هذه الطريق و قال : " هذا حديث منكر " . ذكره الحافظ في " اللسان " . و قد وجدت له طريقا أخرى عن أبي هريرة . رواه أبو جعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " ( ص 94 ) من طريق داود بن المحبر : حدثنا عباد بن كثير عن سهيل بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا به . و داود هذا و عباد بن كثير كذابان . و هذا الحديث يكثر من إيراده بعض المشايخ حتى حفظه عنه مريدوه ، و لذلك أوردته محذرا منه لعلهم ينتهون عن نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية أن ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم : " من حدث عني بحديث و هو يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين " . (2/194) 618 - " مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش في الحجر ، و مثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) : موضوع . أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني في " الكبير " عن أبي الدرداء . و قال الشارح المناوي : " قال المصنف في " الدرر " : سنده ضعيف ، و قال الهيثمي : فيه مروان بن سالم الشامي ، ضعفه الشيخان و أبو حاتم . قلت : البخاري ضعفه جدا فقد قال فيه : " منكر الحديث " . و كذلك قال مسلم و أبو حاتم ، و قد سبق أن ذكرنا أن من قال البخاري فيه : " منكر الحديث " فلا تحل الرواية عنه ، و لذلك فإن الاقتصار على تضعيف الرجل قصور ، و كذا الاقتصار على تضعيف حديثه ، فإنه يفتح الباب لمن لا علم عنده أن يستشهد به ، مع أنه من المتفق عليه أن الحديث إذا اشتد ضعفه لا يجوز أن يستشهد به . و أنا أرى أن هذا الحديث موضوع ، لأن ابن سالم هذا متهم كما يشير إلى ذلك قول البخاري فيه : " منكر الحديث " . و يؤيده قول أبي عروبة الحراني : " كان يضع الحديث " . و قول الساجي : " كذاب يضع الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 317 ) : " يروي المناكير عن المشاهير ، و يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات " . و الحديث روي من حديث أبي هريرة بلفظ آخر ، و هو : " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " . (2/195) 619 - " من تعلم العلم و هو شاب كان بمنزلة وسم في حجر ، و من تعلمه بعد كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 85 ) : موضوع . رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 218 ) من طريق هناد بن إبراهيم النسفي بسنده عن بقية بن الوليد عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة و قال : " لا يصح ، هناد بن إبراهيم النسفي لا يوثق به ، و بقية بن الوليد مدلس " . و أقره على هذا السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 196 ) ، لكن تعقبه بقوله : " قلت : له شاهد من مرسل إسماعيل بن رافع . أخرجه البيهقي في " المدخل " بهذا اللفظ . و من طريق أبي الدرداء " . ثم ساق إسناد أبي الدرداء و لفظه ، و هو موضوع كما بينته قبل هذا ، و أما المرسل فلم يذكر إسناده إلى إسماعيل ، على أن كونه من مرسله كاف في إنزال حديثه من رتبة الاستشهاد به ، لأنه ضعيف جدا ، تركه جماعة ، و قال ابن حبان ( 1 / 112 ) : " كان رجل صالحا ، إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المعتمد لها " . على أن حق العبارة أن يقال : " من معضل إسماعيل بن رافع " لأن إسماعيل هذا ليس تابعيا ، بل هو يروي عن بعض التابعين ، و عليه فقد سقط من السند اثنان فأكثر ، فالحديث معضل . (2/196) 620 - " من أصبح يوم الجمعة صائما ، و عاد مريضا ، و أطعم مسكينا ، و شيع جنازة ، لم يتبعه ذنب أربعين سنة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 86 ) : موضوع . أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 122 / 2 ) و من طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 107 ) عن عمرو بن حمزة البصري : حدثنا خليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ابن الجوزي : " موضوع ، عمرو ، و الخليل و إسماعيل كلهم ضعفاء مجروحون " . و تعقبه السيوطي بقوله ( 2 / 28 ) : " قلت : هذا لا يقتضي الوضع ، و قد وثق أبو زرعة الخليل فقال : شيخ صالح ... " . قلت : لكن قد أشار البخاري إلى اتهامه بقوله : " منكر الحديث " . و قال في موضع آخر : " فيه نظر " . و لا يقول هذا إلا فيمن لا تحل الرواية عنه كما تقدم ذكره مرار ، و إذا ثبت هذا عن إمام الأئمة فهو جرح واضح . و هو مقدم على التعديل ، لاسيما إذا كان المعدل دون البخاري في العلم بالرجال . ثم إن المحققين من العلماء قديما و حديثا لا يكتفون حين الطعن في الحديث الضعيف سنده على جرحه من جهة إسناده فقط ، بل كثيرا ما ينظرون إلى متنه أيضا فإذا وجدوه غير متلائم مع نصوص الشريعة أو قواعدها لم يترددوا في الحكم عليه بالوضع ، و إن كان السند وحده لا يقتضي ذلك كهذا الحديث ، فإن فيه أن فعل هذه الأمور المستحبة في يوم الجمعة سبب في أن لا يسجل عليه ذنب أربعين سنة ! و هذا شيء غريب لا مثيل له في الأحاديث الصحيحة فيما أذكر الآن . و لهذا أقول : إن الشواهد التي أوردها السيوطي ههنا لا تشهد للحديث إلا في الجملة . أما بخصوص هذه الجملة الأخيرة : " و لم يتبعه ذنب أربعين سنة " فلا ، لأنها لم ترد في شيء منها مطلقا ، و كلها أطبقت على أن الجزاء : " وجبت له الجنة " ، و لا يخفى أن هذا شيء و الجملة المتقدمة شيء آخر ، إذ لا يلزم من استحقاق الجنة أن لا يتبعه ذنب أربعين سنة فقد يسجل عليه ذنب بل ذنوب ثم يحاسب عليها فقد يستحق بها النار فيدخلها ، ثم يخرج منها فيدخل الجنة جزاء هذه الأعمال الفاضلة ، أو بإيمانه . فظهر الفرق بين الشاهد و المشهود ، و هذا مما يؤكد ما ذهب إليه ابن الجوزي من أن الحديث موضوع . فتأمل فأنه شيء خطر في البال ، فإن كان صوابا فمن الله ، و إن كان خطأ فمن نفسي . ( تنبيه ) : لقد اختلط على المناوي إسناد هذا الحديث بإسناد أحد الشواهد التي سبقت الإشارة إليها ، و هو و إن كان ضعيفا أيضا و لكنه خير من هذا ضعفا ، و بناء عليه رد على ابن الجوزي حكمه على الحديث بالوضع فقال : " إذ قصاراه أن فيه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي أورده الذهبي في " الضعفاء " ، و فيه ابن لهيعة أيضا " . فأنت ترى أن هذين ليسا في إسناد هذا الحديث الموضوع فاقتضى التنبيه . و لفظ حديث الأويسي : " من أصبح يوم الجمعة صائما ، و عاد مريضا ، و شهد جنازة ، و تصدق بصدقة فقد أوجب الجنة " . أخرجه البيهقي و قال : " الإسناد الأول يؤكد هذا و كلاهما ضعيف " . قلت : و شيخ الأويسي ابن لهيعة ضعيف أيضا . لكن حديثه صحيح بدون ذكر الجمعة ، فانظر " الصحيحة " ( 88 ) . (2/197) 621 - " من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا و سبعين مغفرة ، واحدة فيها صلاح أمره كله ، و ثنتان و سبعون له درجات يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 87 ) : موضوع . أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 320 ) و ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " ( ص 38 و 95 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 143 / 2 ) و الخرائطي في " مكارم الأخلاق " ( ص 15 ) و ابن حبان في " المجروحين " ( 1 / 304 ) و أبو علي الصواف في " حديثه " ( 85 / 2 ) و الخطيب ( 6 / 41 ) و ابن عساكر ( 6 / 235 / 2 ) من طريق زياد بن أبي حسان عن أنس مرفوعا . و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 171 ) من رواية العقيلي ثم قال : " موضوع . آفته زياد " . و قال العقيلي : " لا يتابع عليه و لا يعرف إلا به " . و قال ابن حبان : " كان شعبة شديد الحمل عليه ، و كان ممن يروي أحاديث مناكير ، و أوهاما كثيرة " . و قال الحاكم و النقاش : " روى عن أنس أحاديث موضوعة ، و كان شعبة شديد الحمل عليه و كذبه " . و قال البيهقي : إنه تفرد به . و قد تعقب السيوطي ابن الجوزي على عادته ! فذكر ( 2 / 86 ) بأن للحديثين طريقين آخرين و شاهدا ، و ذلك مما لا طائل تحته ، فإن أحد الطريقين رواه ابن عساكر ( 15 / 193 / 2 ) و فيه إسماعيل بن عياش و هو ضعيف في روايته عن الحجازيين ، و هذه منها و في الطريق إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان تكلم فيه الكتاني ، و فيه جماعة لم أعرفهم ، و في هذه الطريق زيادة تؤكد وضع الحديث و لفظها " و من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد و لم يولد ، و لم يكن له كفوا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة " . و الطريق الآخر رواه الخطيب ( 11 / 175 ) ، و فيه دينار مولى أنس ، و هو كذاب ، قال ابن حبان ( 1 / 290 ) : " كان يروي عن أنس أشياء موضوعة " . و لذلك لم يحسن السيوطي بإيراده الحديث في " الجامع الصغير " ، و قد أورده ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " ( ص 80 ) . و أما الشاهد فسيأتي برقم ( 751 ) . (2/198) 622 - " ما جبل ولي الله إلا على السخاء و حسن الخلق " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) : موضوع . رواه أبو القاسم القشيري في " الأربعين " ( ق 157 / 2 ) و القاضي أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( ق 89 / 1 ) و ابن عساكر ( ج 15 / 407 / 1 ) من طريق يوسف بن السفر أبي الفيض : حدثنا الأوزاعي : حدثني الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا إسناد مركب موضوع ، و آفته ابن السفر هذا فإنه كذاب كما سبق مرارا . و قد أورد الحديث من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 179 ) و قال : " قال الدارقطني : يوسف يكذب ، و الحديث لا يثبت " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 91 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( ق 262 / 2 ) . قلت : و لا يغتر برواية بقية لهذا الحديث عن الأوزاعي به . أخرجه أبو حامد الشجاعي في " الأمالي " ( ق 3 - 4 ) و كذا رواه ابن عساكر أيضا إلا أنه أسقط من إسناده عائشة فأرسله ، لا يغتر بذلك فإنها من تدليسات بقية المشهورة حيث أسقط من بينه و بين الأوزاعي ابن السفر هذا الكذاب . و يؤيده أن ابن عساكر رواه في رواية أخرى له عن بقية عن يوسف بن السفر عن الأوزاعي به مرسلا . فهذه الرواية تدل على أن بقية تلقاه عن الكذاب المذكور . و الحديث أورده المنذري في " الترغيب " ( 3 / 248 ) من رواية أبي الشيخ عنها . و أشار إلى تضعيفه . (2/199) 623 - " من أفطر يوما في شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة ، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر المساكين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 88 ) : موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من رواية الدارقطني عن خالد بن عمرو الحمصي : حدثنا أبي : أنبأنا الحارث بن عبيدة الكلاعي : حدثنا مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا . و قال ( 2 / 196 ) : " مقاتل كذاب . و الحارث ضعيف " . و أقره السيوطي في " اللآلي " ( 2 / 106 ) ، و مع ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي بقوله : " و قال مخرجه الدارقطني : الحارث و مقاتل ضعيفان جدا . اهـ . فقد برىء مخرجه من عهدته ببيان حاله ، فتصرف المصنف بحذف ذلك من كلامه غير جيد ، و في " الميزان " : هذا حديث باطل ، يكفي في رده تلف خالد ، و شيخه ضعيف ، و مقاتل غير ثقة ، و خالد كذبه الفريابي ، و وهاه ابن عدي " . ثم ذكر كلام ابن الجوزي السابق ثم قال : " و تبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه " . (2/200) 624 - " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) : موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ إلى الله من عهدة جويبر " . و أما السيوطي فكأنه أقره في " اللآلي " فإنه قال عقبه ( 2 / 111 ) : " قلت : أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " عن الحاكم و قال : إسناده ضعيف بمرة ، و جويبر ضعيف ، و الضحاك لم يلق ابن عباس " . ثم ساق له شاهدا من حديث أبي هريرة رواه ابن النجار ، و فيه إسماعيل بن معمر قال السيوطي : " قال في " الميزان " : ليس بثقة " . فالعجب منه كيف سها عن هذا فأورده في " الجامع الصغير " ! و قد تعقبه المناوي بما نقله . عن السخاوي أنه قال عقب قول الحاكم السابق : " بل هو موضوع " . و نقل نحوه عن ابن رجب ، و نقل الشيخ القاريء في " موضوعاته " ( ص 122 ) عن ابن القيم أنه قال : " و أما أحاديث الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين ، و قابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم و حزن ، و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ، و أهل السنة يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ، و يجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع " . (2/201) 625 - " الإيمان نصفان ، نصف في الصبر ، و نصف في الشكر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 89 ) : ضعيف جدا . رواه الخرائطي في " كتاب فضيلة الشكر " ( 129 / 1 من مجموع 98 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 1 / 2 / 361 ) عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا ، يزيد هو ابن أبان و هو متروك كما قال النسائي و غيره . و الحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي في " الشعب " عن أنس ، و قال المناوي : " و فيه يزيد الرقاشي ، قال الذهبي و غيره : متروك " . (2/202) 626 - " من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) : منكر . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 6 ) و الخطيب ( 7 / 203 ) عن محمد بن حميد : حدثنا أنس بن عبد الحميد - أخو جرير بن عبد الحميد - عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا و قال العقيلي : " هذا حديث منكر " . ذكره في ترجمة أنس هذا ، ثم قال : " و قد رأيت له غير حديث من هذا النحو ، فإن كان ابن حميد ضبط عنه ، فليس هو ممن يحتج به " . ثم رواه العقيلي ( ص 165 ) من طريق سليمان بن مرقاع الجندعي عن مجاهد عن عائشة مرفوعا . و قال : " سليمان منكر الحديث ، و لا يتابع في حديثه " . (2/203) 627 - " من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر مثل ما أعطى أيوب على بلائه ، و من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية امرأة فرعون " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) : لا أصل له بهذا التمام . أورده هكذا الغزالي في " الإحياء " ( 2 / 39 ) و قال مخرجه العراقي : " لم أقف له على أصل " . و أقره الزبيدي في " شرح الإحياء " ( 5 / 352 ) و ذكر نحوه السبكي في " الطبقات " ( 4 / 154 ) . و أقول : قد وجدت للشطر الأول منه أصلا و لكنه موضوع ، رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " فقال : حدثنا داود بن المحبر : حدثنا ميسرة بن عبد ربه عن أبي عائشة السعدي عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة و ابن عباس قالا : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة قبل وفاته ..... قلت : فذكر حديثا طويلا جدا في نحو اثنتين عشرة صفحة ، و الصفحة أكبر من هذه ، و هو مركب من أحاديث متفرقة ، و فيه هذا الشطر ، أورده السيوطي بتمامه في " اللآلي " ( 2 / 361 - 373 ) ثم قال : " قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " : هذا الحديث بطوله موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و المتهم به ميسرة بن عبد ربه لا بورك فيه " . (2/204) 628 - " تنقه ، و توقه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 90 ) : ضعيف . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 222 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " و عنه أبو نعيم في " الحلية " ( 7 / 267 ) و تمام في " الفوائد " ( 3 / 40 ) و أبو محمد الخلدي في " جزء من فوائده " ( 44 / 1 ) و أبو العباس بن المنير في المجلس الخامس من " الأمالي " ( 28 / 1 ) و الرامهرمزي في " المحدث الفاصل " ( ص 49 ) و في " الأمثال " ( 123 / 2 ) و أبو الحسن الزعفراني في " فوائد أبي شعيب " ( ق 82 / 2 ) و الخطابي في " غريب الحديث " ( 153 / 1 ) من طريق عبد الله بن مسعر بن كدام عن مسعر عن وبرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا و قال العقيلي : " لا يتابع عليه ، و لا يعرف إلا به " . يعني عبد الله هذا . قلت : قال الذهبي : " تالف ، قال أبو حاتم : متروك الحديث " . قلت : و هو راوي حديث انقطاع عذاب جهنم المتقدم برقم ( 607 ) . و ذكر له السيوطي شاهدا من رواية الباوردي في " المعرفة " عن سنان مرفوعا بلفظ : " تنق و توق " . و أعله المناوي بالإرسال فقال : " سنان هو ابن سلمة بن المحبق البصري الهذلي ، ولد يوم حنين ، و له رؤية ، و قد أرسل أحاديث " . و لم يتعرض للكلام على إسناده إليه ، و ما أراه يصح . و الله أعلم . (2/205) 629 - " من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 91 ) : موضوع . رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( رقم 729 ) عن سليمان بن سلمة الخبائري ( الأصل : الجنائزي و هو تصحيف ) : حدثنا يونس بن عطاء بن عثمان بن سعيد بن زياد بن الحارث الصدائي : حدثنا سلمة الليثي و شريك بن أبي نمر قالا : حدثنا أنس بن مالك مرفوعا . قلت : و هذا سند موضوع ، سليمان هذا قال ابن الجنيد : " كان يكذب " . و يونس بن عطاء قال ابن حبان : " يروي العجائب ، لا يجوز الاحتجاج بخبره " . و قال الحاكم و أبو سعيد النقاش و أبو نعيم : " روى عن حميد الطويل الموضوعات " . قلت : و مع هذا فقد أورد الحديث السيوطي في " الجامع الصغير " عن ابن السني ! و لم يتعقبه المناوي بشيء ! فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟! . (2/206) 630 - " قال الله تعالى : الإخلاص سر من سري ، استودعته قلب من أحببت من عبادي " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) : ضعيف . ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 4 / 322 ) عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و قال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " رويناه في جزء من " مسلسلات القزويني " مسلسلا يقول كل واحد من رواته : سألت فلانا عن الإخلاص ؟ فقال : ..... ، و هو من رواية أحمد بن عطاء الهجيمي عن عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله تعالى . و أحمد بن عطاء و عبد الواحد بن زيد كلاهما متروك ، و رواه أبو القاسم القشيري في " الرسالة " من حديث علي بن أبي طالب بسند ضعيف " . ( تنبيه ) : جاء هذا الحديث في كتاب " من هدي الإسلام " المقرر تدريسه للصف الثامن ( ص 74 طبع سنة 1375 - 1955 ) معزوا للحاكم . و لم أجد من عزاه إليه فهو وهم على الغالب . و الله أعلم . (2/207) 631 - " ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالا ، الصائم ، و المتسحر ، و المرابط في سبيل الله " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 92 ) : موضوع . الطبراني ( 3 / 143 / 2 ) عن عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح عن أبي هاشم عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و هذا إسناد موضوع ، نقل المناوي عن الهيثمي أنه قال : " عبد الله بن عصمة و أبو الصباح مجهولان " . و أقره المناوي ! و أقول : كلا فإن أبا الصباح ليس مجهولا بل هو معروف و لكن بالوضع ! أورده الحافظ في الكنى من " اللسان " و سماه عبد الغفور ، ثم أحال عليه في " الأسماء " ، و ذكر هناك : " قال يحيى بن معين : ليس حديثه بشيء ، و قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث " <1> . و قال البخاري : تركوه ، و قال ابن عدي : ضعيف منكر الحديث " . ثم ساق له أحاديث ، على بعضها آثار الوضع لائحة ! فهو المتهم بهذا الحديث . و لعل من آثار هذا الحديث السيئة ما عليه حال المسلمين اليوم ، فإنهم إذا جلسوا في رمضان للإفطار لا يعرف أحدهم أن يقوم عن الطعام إلا قبيل العشاء لكثرة ما يلتهم من أنواع الأطعمة و الأشربة و الفواكه و الحلوى ! كيف لا و الحديث يقول : إنه من الثلاثة الذين لا حساب عليهم فيما طعموا ! فجمعوا بسبب ذلك بين الإسراف المنهي عنه في الكتاب و السنة ، و بين تأخير صلاة المغرب المنهي عنه في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم " صححه الحاكم و وافقه الذهبي و هو كما قالا ، فإن له طرقا و شواهد أشرت إليها في " صحيح سنن أبي داود " ( رقم 444 ) . نعم جاء الحض على تعجيل الفطر أيضا في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " . فيجب العمل بالحديثين بصورة لا يلزم منها تعطيل أحدهما من أجل الآخر ، و ذلك بالمبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة ، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه ، و قد جاء شيء من هذا في السنة العملية فقال أنس : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتمرات ، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء " . رواه أبو داود و الترمذي و حسنه . و هو في " صحيح أبي داود " برقم ( 2040 ) و ما قبله متفق عليه ، و هو مخرج في " الإرواء " ( 899 ) . ----------------------------------------------------------- [1] قلت : و تمام كلامه في " المجروحين " ( 2 / 141 ) : " ..... على الثقات ، كعب و غيره لا يحل كتابة حديثه و لا ذكره إلا على جهة التعجب " . اهـ . (2/208) 632 - " أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله في السراء و الضراء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 93 ) : ضعيف . أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 57 ) و في " الكبير " أيضا و " الأوسط " و أبو الشيخ في " أحاديثه " ( 16 / 2 ) و أبو بكر بن أبي علي المعدل في " سبع مجالس من الأمالي " ( 12 / 1 ) و أبو نعيم ( 5 / 69 ) عن علي بن عاصم : حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا . و قال الطبراني و أبو نعيم : " لم يروه عن حبيب إلا قيس بن الربيع و شعبة بن الحجاج " . زاد الأول : " تفرد به عن شعبة نصر بن حماد الوراق " . قلت : ثم أخرجه الطبراني في " الصغير " و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 144 / 2 ) و كذا الضياء في " المختارة " ( 7 / 13 / 1 ) من طريق نصر بن حماد : حدثنا شعبة عن حبيب به . و هذه المتابعة ضعيفة جدا ، فإن راويها نصر بن حماد كذاب كما تقدم مرارا . و أما الطريق الأول فضعيف ، و فيه ثلاث علل : الأولى و الثانية : ضعف علي بن عاصم ، و كذا شيخه قيس بن الربيع . و الثالثة : عنعنة حبيب بن أبي ثابت ، فإنه مدلس . و قول الطبراني : " لم يروه عن حبيب إلا قيس و شعبة .... " إنما هو بالنسبة لما وقع إليه ، و إلا فقد تابعهما عن شعبة سعد بن عامر أخرجه الماليني في " شيوخ الصوفية " ( 17 - 18 ) : أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين بن حمزة الصوفي الزادي : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه بـ ( بلخ ) : أنبأنا محمد بن فضيل الزاهد : أنبأنا سعد بن عامر عن شعبة به . و من دون ابن فضيل لم أعرفهما . و تابعهما المسعودي أيضا ، أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصبر " ( 50 / 1 ) و الحاكم ( 1 / 502 ) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت به . و قال : " صحيح على شرط مسلم " و وافقه الذهبي ! و فيه مؤاخذات : الأول : أن المسعودي لم يخرج له مسلم مطلقا ، و إنما أخرج له البخاري تعليقا ، فليس هو على شرط مسلم . الثاني : أن المسعودي ضعيف لاختلاطه ، قال ابن حبان ( 2 / 51 ) : " اختلط حديثه القديم بحديثه الأخير فلم يميز فاستحق الترك " . و قد وصفه الذهبي نفسه في " الميزان " بأنه سيىء الحفظ ، فأنى لحديثه الصحة ؟! الثالث : أن حبيب بن أبي ثابت قد عنعنه و هو مدلس كما تقدم ، فأنى للحديث الصحة ؟! و الحديث أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 4 / 70 ) بقيس بن الربيع قال : " ضعفه الجمهور " . و كأنه خفيت عليه رواية الحاكم هذه ! و رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 165 / 1 من الكواكب 575 ) بسند صحيح عن حبيب عن ابن جبير موقوفا عليه . و لعله الصواب . (2/209) 633 - " من نظر في الدنيا إلى من هو دونه ، و نظر في الدين إلى من هو فوقه كتبه الله صابرا و شاكرا ، و من نظر في الدنيا إلى من هو فوقه و في الدين إلى من هو دونه لم يكتبه الله صابرا و لا شاكرا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 94 ) : لا أصل له بهذا اللفظ . و إن أورده الغزالي ( 4 / 108 ) و عزاه الحافظ العراقي للترمذي من حديث عبد الله بن عمرو ، فإن الترمذي إنما رواه ( 3 / 320 ) من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ : " خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا ، و من لم تكن فيه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا : من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به ، و من نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه كتبه الله شاكرا صابرا ، و من نظر في دينه إلى من هو دونه ، و نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرا و لا صابرا " . و ضعفه الترمذي بقوله : " هذا حديث غريب " . و علته المثنى هذا ، قال العراقي : " ضعيف " . و سكت عليه الحافظ في " الفتح " ( 11 / 27 ) و هذا يدل على أن ما يسكت عنه الحافظ في هذا الكتاب ليس حسنا دائما خلافا لظن بعضهم . و يغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، و لا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " . رواه مسلم و الترمذي و صححه ، و هو عند البخاري ( 10 / 270 ) نحوه . (2/210) 634 - " إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ، فليسعهم منكم بسط الوجه ، و حسن الخلق " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) : ضعيف . رواه علي بن حرب الطائي في " حديثه " ( 81 / 1 ) و أبو نعيم ( 10 / 25 ) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري عن جده عن أبي هريرة . و عزاه السيوطي للحاكم أيضا و البيهقي . قال المناوي : " قال البيهقي : تفرد به عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه ( كذا ) . و روي من وجه آخر ضعيف عن عائشة . اهـ . و في " الميزان " : عبد الله بن سعيد هذا واه بمرة ، و قال الفلاس : منكر الحديث متروك ، و قال يحيى : استبان لي كذبه ، و قال الدارقطني ، متروك ذاهب . و ساق له أخبارا هذا منها ، ثم قال : و قال فيه البخاري : تركوه " . قلت : و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 22 ) برواية أبي يعلى و البزار و قال : " و فيه عبد الله بن سعيد المقبري و هو ضعيف " . و أما قول المنذري ( 3 / 260 ) : " رواه أبو يعلى و البزار من طرق أحدهما حسن جيد " . فأخشى أن يكون وهما لأمرين : الأول : أنه لو كان له طرق أحدهما حسن . لما اقتصر الهيثمي على ذكر الطريق الضعيف . الثاني : أن البيهقي قد صرح بتفرد المقبري به . و الله أعلم . ثم إنني لم أجد الحديث في " المستدرك " . ثم وجدته فيه ( 1 / 124 ) و قال : " عن أبيه " . (2/211) 635 - " ذروا العارفين المحدثين من أمتي ، لا تنزلوهم الجنة و لا النار ، حتى يكون الله الذي يقضي فيهم يوم القيامة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 95 ) : موضوع . رواه ابن عدي ( 208 / 1 ) و الثقفي في " الفوائد العوالي المنتقاة " المعروفة بـ " الثقفيات " ( ج 6 رقم 10 من منسوختي ) و الخطيب ( 8 / 292 ) من طريق أيوب بن سويد : حدثني سفيان عن خالد بن أبي كريمة عن عبد الله بن مسور - بعض ولد جعفر بن أبي طالب - عن محمد بن الحنفية عن أبيه مرفوعا . و هذا إسناد موضوع ، المتهم به عبد الله بن مسور قال في " الميزان " : " قال أحمد و غيره أحاديثه موضوعة " . ثم ساق له أحاديث هذا أحدها . و في " اللسان " : " قال ابن المديني : كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا يضع إلا ما فيه أدب أو زهد ، فيقال له في ذلك ؟ فيقول : إن فيه أجرا " ! و قال البخاري : " يضع الحديث " . و قال النسائي : " كذاب " . و قال ابن حبان ( 2 / 29 ) : " كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات " . قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي حديثه هذا في " الجامع الصغير " ! و للحديث طريق آخر سيأتي بلفظ : " دعوا المذنبين .... " . (2/212) 636 - " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت أحمر حول العرش " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) : منكر . رواه الطبراني ( 1 / 198 / 2 ) و ابن عدي ( 212 / 2 ) و الثقفي في " الثقفيات " ( 6 / 49 / 2 ) عن عبد الله بن عبد العزيز الليثي : حدثني سليمان بن عطاء بن يزيد الليثي عن أبيه عن أبي أيوب مرفوعا ، و قال ابن عدي : " حديث غير محفوظ " . قلت : و سنده ضعيف جدا ، الليثي هذا قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 16 ) : " اختلط بآخره فكان يقلب الأسانيد و لا يعلم ، و يرفع المراسيل فاستحق الترك " . و شيخه سليمان بن عطاء الراوي عن أبيه عطاء ، ذكره ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 133 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 2 / 109 ) . و الحديث ذكره السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، و تعقبه المناوي بالليثي هذا ، و نقل عن العلائي أنه قال : " لا بأس بإسناده " . و هذا مردود ففيه كل البأس لما عرفت من كلام الأئمة في الليثي ، و قد جاءت أحاديث كثيرة ثابتة بمعنى هذا ، و ليس في شيء منها " على كراسي من ياقوت " إنما " على كراسي من نور " ( انظر الترغيب 4 / 47 - 48 ) فدل هذا على أن الحديث بهذا اللفظ منكر ، لتفرد هذا الضعيف به ، و خلوه عن جابر يقويه . (2/213) 637 - " إن الله يحب الملحين في الدعاء " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 96 ) : باطل . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و أبو عبد الله الفلاكي في " الفوائد " ( 89 / 2 ) عن بقية : حدثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف جدا بل موضوع ، يوسف بن السفر كذاب بل قال البيهقي : " هو في عداد من يضع الحديث " . و قد ذكر المناوي عن الحافظ أنه قال : " تفرد به يوسف بن السفر عن الأوزاعي ، و هو متروك ، و كأن بقية دلسه " . و قال ابن عدي في " الكامل " ( 418 / 1 ) : " و هذه الأحاديث التي رواها يوسف عن الأوزاعي بواطيل كلها " . قلت : و لبقية في هذا الحديث روايتان إحدهما صرح فيها بسماعه له من يوسف بن السفر و هي هذه ، و الأخرى أسقط من الإسناد يوسف هذا الكذاب فدلسه كما سبق عن الحافظ و هذه أخرجها العقيلي و أبو عروبة الحراني في " جزء من حديثه " ( 100 / 2 ) و الديلمي ( 1 / 2 / 238 - 239 ) و السلفي في " معجم السفر " ( 212 / 2 ) و عبد الغني المقدسي في " الدعاء " ( 145 / 2 ) من طريق كثير بن عبيد : حدثنا بقية عن الأوزاعي به . و بقية متهم بأنه كان يدلس عن الضعفاء و المتروكين ، و هذه الرواية من الشواهد على ذلك . ثم ساقه العقيلي من طريق عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال : كان يقال : أفضل الدعاء الإلحاح على الله تبارك و تعالى و التضرع إليه . ثم قال : " حديث عيسى بن يونس أولى ، و لعل بقية أخذه عن يوسف بن السفر " . (2/214) 638 - " الجالس وسط الحلقة ملعون " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 97 ) : ضعيف . رواه القطيعي في جزء " الألف دينار " ( 1 / 16 / 2 ) من طريق شريك عن شعبة و همام عن قتادة عن أبي مجلز عن حذيفة رفعه . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان : الأولى : شريك و هو ابن عبد الله القاضي ، قال الحافظ : " يخطيء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة " . قلت : و قد توبع ، لكنه خولف في لفظه كما يأتي . الثانية : الانقطاع بين أبي مجلز و حذيفة فإنه لم يسمع منه كما قال ابن معين ، بل قال أحمد : إنه لم يدركه كما يأتي . و قد تابع شريكا عبد الله بن المبارك . أخرجه الترمذي ( 4 / 7 ) بلفظ : " قال حذيفة : ملعون على لسان محمد ، أو لعن الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، من قعد وسط الحلقة " . و هكذا أخرجه الحاكم أيضا ( 4 / 281 ) و أحمد ( 5 / 384 ، 398 ، 401 ) عن شعبة به و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح " . و الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي ! قلت : و قد ذهلوا جميعا عن الانقطاع الذي ذكرناه ، و به أعله أحمد ، فإنه روى بسند الصحيح عن شعبة أنه قال عقب الحديث : " لم يدرك أبو مجلز حذيفة " . قلت : و تابع شعبة أبان بن يزيد العطار ، أخرجه أبو داود ( 2 / 292 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 26 / 1 ) بلفظ : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من جلس وسط الحلقة " . و الحديث أورده السيوطي في " الدرر المنتثرة " ( ص 139 ) بلفظ القطيعي ثم قال : " رواه أبو داود و الترمذي عن حذيفة بن اليمان " . كذا قال و فيه موآخذتان : الأولى : أن هذا ليس لفظهما كما سبق . الثانية : أنه سكت عن سنده و هو ضعيف . (2/215) 639 - " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) : موضوع . رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 432 ) عن مجاشع بن عمرو : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس مرفوعا . و قال : " مجاشع حديثه منكر غير محفوظ ، قال يحيى بن معين : و قد رأيته أحد الكذابين " . و قال ابن حبان ( 2 / 321 ) : " يضع الحديث على الثقات ، لا يحل ذكره إلا بالقدح " . و من طريق العقيلي ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 257 ) ، و تعقبه السيوطي بأن له طريقا أخرى ، و هو تعقب لا طائل تحته ، فإنه طريق باطل لا يصح أن يستشهد به كما يأتي بيانه في الحديث بعده . ثم إن في الحديث علة أخرى فإن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم متهم أيضا ، و قد سبق له عدة أحاديث ، فإن سلم من مجاشع ، فلم يسلم منه . ثم وجدت للحديث طريقا أخرى رواه أبو الحسين الأبنوسي في " الفوائد " ( 32 / 1 ) عن أحمد بن مسلم قال : حدثنا أحمد بن محمد يعني ابن عمر بن يونس قال : حدثنا داود بن عبد الله النمري عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . قلت : و هذا سند ساقط ، أحمد بن مسلم و داود بن عبد الله النمري لم أجد من ترجمهما . و أما أحمد بن محمد بن عمر بن يونس فهو كذاب ، قال الذهبي : " كذبه أبو حاتم و ابن صاعد ، و قال الدارقطني : ضعيف ، و قال مرة : متروك " . قلت : و التعقب على ابن الجوزي بهذا الطريق أولى ( لو صح ) من الطريق الآتي بعد ، لأن متنه موافق لهذا المتن بخلاف الآتي فإنه مغاير كما سترى . (2/216) 640 - " ركعتان من المتأهل خير من اثنتين و ثمانين ركعة من العزب " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 98 ) : باطل . تمام الرازي في " الفوائد " ( 6 / 118 / 1 ) و عنه الضياء في " المختارة " ( 117 / 1 ) عن مسعود بن عمرو البكري : حدثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعا . قال الذهبي في ترجمة مسعود هذا : " لا أعرفه ، و خبره باطل " . ثم ساق له هذا الحديث و أقره الحافظ في " اللسان " إلا أنه قال : " و قد تقدم نحو هذا المتن من حديث أنس من وجه آخر في ترجمة مجاشع بن عمرو ، و هو معروف به " . و حديث مجاشع تكلمت عليه آنفا ، و ذكرنا أن ابن الجوزي حكم بوضعه ، و من العجيب أن السيوطي تعقبه في " اللآلي " ( 2 / 160 ) بأن له طريقا أخرى ثم ساق هذه عن تمام ثم قال : " أخرجه من هذه الطريق الضياء في " المختارة " لكن تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه فقال : هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى " ! فما معنى تعقب السيوطي إذن على ابن الجوزي بهذه الطريق المنكرة باعترافه ، بل ما معنى إخراجه للحديث في " الجامع الصغير " مع قول الحافظ فيه : " إنه خبر باطل " ؟! (2/217) 641 - " كان الناس يعودون داود ، يظنون أن به مرضا و ما به إلا شدة الخوف من الله تعالى " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 99 ) : موضوع . أخرجه تمام في " الفوائد " ( 49 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 14 / 338 / 2 ) و أبو نعيم ( 7 / 137 ) و كذا ابن عساكر في ترجمة داود عليه السلام و الضياء في " الأحاديث و الحكايات " ( 150 / 2 ) عن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان الضبي : حدثنا الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . و قال ابن عساكر : " غريب جدا ، و ابن غزوان ضعيف " . و قد أورده السيوطي في " الجامع " عن ابن عساكر وحده فتعقبه المناوي بأن أبا نعيم رواه أيضا ثم قال : " و فيه عندهما محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، قال الذهبي : قال ابن حبان : يضع <1> ، و قال ابن عدي : متهم بالوضع " . و قال في " الميزان " : " حدث بوقاحة عن مالك و شريك و ضمام بن إسماعيل ببلايا ، قال الدارقطني و غيره : كان يضع الحديث . و قال ابن عدي : له عن ثقات الناس بواطيل " . زاد في " اللسان " : " و قال ابن عدي : و هو ممن يضع الحديث . و قال الحاكم : روى عن مالك و إبراهيم بن سعد أحاديث موضوعة " . قلت : و الحديث رواه عبد الله بن الإمام أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 88 ) عن سعيد بن هلال أن داود النبي كان الحديث نحوه . فهذا كما تراه موقوف و معضل ، فالظاهر أنه من الإسرائيليات . و الله أعلم . ----------------------------------------------------------- [1] قلت : و لفظ ابن حبان في " المجروحين " ( 2 / 298 ) : " يروي عن أبيه و غيره العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة " . و قال عن شيخه ابن خزيمة : " أنا خائف أنه كذاب " . اهـ . (2/218) 642 - " السواك يزيد الرجل فصاحة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) : موضوع . ابن عدي في " الكامل " ( 388 / 2 ) و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 147 / 2 ) من طريق أبي يعلى : أخبرنا محمد بن بحر : أخبرنا المعلى بن ميمون أخبرنا عمرو بن داود عن سنان بن سنان عن أبي هريرة مرفوعا . و رواه العقيلي في " الضعفاء " ( 277 ) و أبو بكر الختلي في " جزء من حديثه " ( 44 / 2 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 122 / 1 ) و عنه القضاعي ( 13 / 1 ) و الديلمي ( 2 / 222 ) من طريق أخرى عن المعلى به . و قال العقيلي : " روى عن سنان بن أبي سنان ، كلاهما مجهول ، و الحديث معلول " . و أورده ابن عدي في ترجمة المعلى ، و ساق له حديثين آخرين يأتيان بعده ، ثم قال : " و له غير ما ذكرت و كلها غير محفوظة ، مناكير " . و في " الكشف " : " قال الصغاني : وضعه ظاهر ، و قال ابن الجوزي : لا أصل له " . (2/219) 643 - " إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء ، لما يدخل على فقراء المؤمنين منه من الشدة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 100 ) : منكر . رواه ابن عدي بإسناد الذي قبله ، و رواه العقيلي ( 422 ) و كذا الطبراني ( 3 / 112 / 1 ) من طريق أخرى عن معلى بن ميمون عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . و قال العقيلي : " معلى بن ميمون بصري منكر الحديث ، لا يتابع على حديثه ، و لا يعرف إلا به ، و له من هذا النحو أحاديث مناكير لا يتابع عليها " . و قوله : " و لا يتابع على حديثه " عجيب فإنه نفسه أخرجه ( ص 150 ) من طريق نعيم بن حماد : حدثنا سعيد بن دهثم المقدسي قال : حدثنا عبد الله بن نمير الرحبي عن مجاهد به . و لكن سعيد بن دهثم هذا قال العقيلي : " حديثه غير محفوظ ، و عبد الله بن نمير ليس بمعروف بالنقل " . قلت : و نعيم ضعيف . (2/220) 644 - " حامل كتاب الله له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار ، فإن مات و عليه دين قضى الله ذلك الدين " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) : موضوع . رواه الديلمي عن العباس بن الضحاك : حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله الهروي عن مقاتل بن سليمان عن خولة الطائي عن سليك الغطفاني مرفوعا . أورده السيوطي في " اللآلي " شاهدا للحديث الآتي عقبه و قال : " العباس بن الضحاك ، دجال ، و مقاتل بن سليمان قال وكيع و غيره : كذاب " . قلت : فما فائدة إيراده إذن ؟ و كيف استجاز ذكره إياه في " الجامع الصغير " أيضا ؟! و من عجائبه أنه لم يورده فيه بتمامه بل بشطره الأول فقط ! و لعله إنما ذكره فيه من أجل أن له شاهدا ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " لكن لا يخفى أن الموضوع لا يقوى بطرقه مهما كثرت ، و هذا شيء نبه عليه السيوطي نفسه في " تدريب الراوي " و غيره . و الشاهد المذكور هو : " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة " . (2/221) 645 - " من قرأ القرآن فله مائتا دينار ، فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) : موضوع . أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 255 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا . و قال : " جويبر تالف ، و عمرو كذاب " . و تعقبه السيوطي ( 1 / 246 ) بما لا يجدي كغالب عادته ثم قال : " و له طريق آخر عن علي موقوفا " . قلت : ثم ساقه من رواية البيهقي بإسناده عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي قال : فذكره نحوه . و قال السيوطي : " عبد الملك كذاب و له طريق أخرى " . ثم ساق الحديث الذي قبله ، و فيه دجال ، و آخر كذاب كما سبق من كلام السيوطي نفسه ، فلا أدري ما فائدة تسويد الصحيفة بإيراده أحاديث هؤلاء الكذابين ؟! (2/222) 646 - " شاب سفيه سخي أحب إلي من شيخ بخيل عابد ، إن السخي قريب من الله ، قريب من الجنة ، بعيد من النار ، و إن البخيل بعيد من الجنة ، قريب من النار " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 101 ) : موضوع . رواه تمام الرازي ( 3 / 38 - 39 من مجموع الظاهرية رقم 95 ) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : حدثنا العباس بن بكار : حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا . قلت : و الغلابي وضاع ، و قد سبق ذكره مرارا . و الشطر الأول من الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية الحاكم في " تاريخه " و الديلمي في " مسند الفردوس " عن ابن عباس ، و سكت عنه شارحه المناوي ! و أورده في اللآلي " ( 2 / 93 ) بتمامه من طريق تمام ، لكن سقط من إسناده بعض رجاله ، منهم الغلابي هذا الذي هو آفة الحديث ، فخفيت على الناظر علة الحديث . و الشطر الثاني من الحديث ، أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق أخرى عن أبي هريرة و قال : " قال العقيلي : ليس لهذا الحديث أصل " . و قد سبق الكلام عليه برقم ( 152 ) . (2/223) 647 - " أي الخلق أعجب إليكم إيمانا ؟ قالوا : الملائكة ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و هم عند ربهم عز وجل ؟ قالوا : فالنبيون ، قال : و ما لهم لا يؤمنون و الوحي ينزل عليهم ؟ قالوا : فنحن ، قال : و ما لكم لا تؤمنون و أنا بين أظهركم ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أعجب الخلق إلي إيمانا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفا فيها كتاب يؤمنون بما فيها " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 102 ) : ضعيف . رواه الحسن بن عرفة : حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي عن المغيرة بن قيس التميمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا . رواه عنه إسماعيل بن محمد الصفار في " جزئه " ( 90 / 2 مجموع 22 ) و كذا البيهقي في " الدلائل " ( ج 2 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 26 / 2 ) و طراد أبو الفوارس في " ما أملاه يوم الجمعة 14 شعبان سنة 478 " . قلت : و هذا إسناد ضعيف ، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين و هذه منها ، فإن المغيرة بن قيس بصري . و هو ضعيف أيضا . قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 227 ) : " بصري ، روى عن عمرو بن شعيب ، روى عنه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، سمعت أبي يقول ذلك ، و يقول : هو منكر الحديث " . قلت : و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! كما في " اللسان " . و رواه البيهقي من طريق مالك بن مغول عن طلحة عن أبي صالح مرفوعا . و قال : " هذا مرسل " . قلت : و هو على إرساله ضعيف و قد وصله أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 308 - 309 ) و السهمي ( 363 ) من طريق خالد بن يزيد العمري : حدثنا الثوري عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا . لكن العمري هذا كذاب وضاع . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو : " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال : هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " . (2/224) 648 - " أتدرون أي أهل الإيمان أفضل إيمانا ؟ قالوا : يا رسول الله الملائكة ؟ قال : هم كذلك ، و يحق ذلك لهم ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قالوا : يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة و الرسالة ؟ قال : هم كذلك و يحق لهم ذلك ، و ما يمنعهم و قد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها ؟ بل غيرهم . قال : قلنا : فمن هم يا رسول الله ؟ قال : أقوام يأتون من بعدي في أصلاب الرجال فيؤمنون بي و لم يروني ، و يجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه ، فهؤلاء أفضل أهل الإيمان إيمانا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 103 ) : ضعيف جدا . رواه البغوي في " حديث مصعب الزبيري " ( 152 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 16 / 274 / 1 ) و الخطيب في " شرف أصحاب الحديث " ( 36 - 37 ) من طريق أبي يعلى و هذا في " مسنده " ( 13 / 2 ) و الحاكم ( 4 / 85 - 86 ) و عنه الهروي في " ذم الكلام " ( 148 / 1 ) عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعا . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت : بل محمد ضعفوه " . قلت : قد اتهمه البخاري بقوله فيه : " منكر الحديث " و قال النسائي : " ليس بثقة " . فمثله في مرتبة من لا يستشهد بحديثه و لا يعتبر به كما بينه السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 127 ) . فعلى هذا لا يصلح الحديث شاهدا للذي قبله ، فلا أدري لم جزم الحافظ ابن كثير في " اختصار علوم الحديث " ( ص 143 ) بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " و قد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " فذكره و استدل به على جواز العمل بالوجادة ، فلعله ظن أن ابن أبي حميد هذا ممن يستشهد به ، أو أنه وقف له على طريق أو طرق أخرى يتقوى الحديث بها . و حينئذ ينبغي النظر فيها ، فإن صلح شيء منها للاستشهاد فبها ، و إلا فنحن على ما تبين لنا الآن . و الحديث عزاه في " الجامع الكبير " ( 3 / 170 / 2 ) لأبي يعلى و العقيلي و المرهبي في " العلم " و الحاكم ، و تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد متروك الحديث ، و قال في " المطالب العالية " : محمد ضعيف الحديث سيء الحفظ . و قال البزار : الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل . و قد وجدت لابن أبي حميد متابعا ، أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 427 ) عن المنهال بن بحر قال : حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن أسلم به . و قال العقيلي : " المنهال في حديثه نظر ، و هذا الحديث إنما يعرف لمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم و ليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير ، و لا يتابع منهالا عليه أحد " . قلت : و المنهال هذا ذكره ابن عدي في " الكامل " ، و أشار إلى تليينه ، و وثقه أبو حاتم و ابن حبان ، فإن كان حفظه بهذا الإسناد ، فعلته عنعنة يحيى بن أبي كثير ، فإنه كان مدلسا ، و لهذا أورده العقيلي في " الضعفاء " ( 466 ) فقال : " ذكر بالتدليس " . و تبعه على ذلك الذهبي في " الميزان " و ابن حجر في " التقريب " ، و لا أستبعد أن يكون سمعه من ابن أبي حميد هذا فدلسه . و الله أعلم . و جملة القول أن هذا الإسناد ضعيف جدا لا يصلح للاستشهاد به ، و قد وجدت للحديث طريقين آخرين ، أحدهما تقدم قبل هذا ، و هو خير من هذا ، و الآخر أشدهما ضعفا و هو : " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ، يعملون بما في الورق المعلق " . (2/225) 649 - " إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي ، يؤمنون بي و لم يروني ، يعملون بما في الورق المعلق " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 104 ) : موضوع بهذا اللفظ . رواه ابن عساكر " في تاريخه " ( ج 11 / 137 / 2 ) عن أحمد بن القاسم بن الريان اللكي المصري : أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط الأشجعي : حدثني أبي : حدثنا أبي قال : لما نسخ عثمان المصاحف قال له أبو هريرة : أصبت و وفقت ، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول . فذكره . قال أحمد بن القاسم بن الريان : أخبرنا الواقدي أخبرنا ابن أبي سبرة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به . كذا قال و قد سقط منه محمد بن سعد كاتب الواقدي . قلت : و هكذا وقع الحديث من الطريقين عن أبي هريرة في " نسخة نبيط بن شريط " ( رقم 57 و 58 ) ، و فيها بلايا ، كما في ترجمة أحمد بن إسحاق بن إبراهيم هذا من " الميزان " و قال : " لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب " . و أقره الحافظ في " اللسان " . و الراوي عنه أحمد بن القاسم بن الريان اللكي بضم اللام و تشديد الكاف نسبة إلى ( اللك ) بليدة من أعمال برقة الغرب . و قال الذهبي : " لينه ابن ماكولا ، و ضعفه الدارقطني " . ثم وقفت على طريق رابع للحديث ليس فيه الورق المعلق و سوف يأتي بلفظ : " يا أيها الناس من أعجب الخلق ....... " . و إنما يصح من هذا الحديث و الذي قبله بعضه ، و هو في حديث أبي جمعة رضي الله عنه قال : تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و معنا أبو عبيدة بن الجراح فقال : يا رسول الله أحد منا خير منا ؟ أسلمنا و جاهدنا معك ، قال : نعم قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي و لم يروني . رواه الدارمي ( 2 / 308 ) و أحمد ( 4 / 106 ) و الحاكم ( 4 / 85 ) و صححه و وافقه الذهبي . و أقول : إسناد الدارمي و أحد إسنادي أحمد صحيح إن شاء الله تعالى . و قد عزاه لهؤلاء الثلاثة السيوطي في " تدريب الراوي " ( ص 150 ) بلفظ آخر ، و هو سهو منه رحمه الله . (2/226) 650 - " أحبوا قريشا ، فإنه من أحبهم أحبه الله تعالى " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) : ضعيف جدا . رواه الحسن بن عرفة في " جزئه " ( 107 / 1 ) : حدثنا عيسى بن مرحوم بن عبد العزيز العطار : حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل الساعدي عن أبيه عن جده مرفوعا . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا . علته عبد المهيمن هذا ، قال البخاري و أبو حاتم : " منكر الحديث " . و قال النسائي ( 2 / 141 ) : " ليس بثقة " و في موضع آخر : " متروك الحديث " . و قال ابن حبان ( 2 / 141 ) : " ينفرد عن أبيه بأشياء مناكير لا يتابع عليه من كثرة وهمه ، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به " . و من طريقه أخرجه الطبراني في " الكبير " و البيهقي في " الشعب " كما في " فيض القدير " . (2/227) 651 - " من ادهن و لم يسم ادهن معه سبعون شيطانا " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 105 ) : كذب . أخرجه ابن السني ( رقم 170 ) عن بقية بن الوليد : حدثني مسلمة بن نافع : <1> حدثني أخي دويد بن نافع القرشي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، على إعضاله ، فإن دويد بن نافع من أتباع التابعين روى عن عروة بن الزبير و نحوه . قال الحافظ في " التقريب " : " مقبول " . يعني عند المتابعة ، و إلا فهو لين الحديث كما نص عليه في المقدمة . و أخوه مسلمة لم أجد له ترجمة ، و لم يترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " . و بقية مدلس و قد عنعنه ، و من عادته أن يروي عن الضعفاء و المتهمين ثم يدلسهم و يسقطهم من الإسناد ، فلعل هذا الحديث أخذه عن بعض الوضاعين ثم أسقطه ، و وهم بعض الرواة في هذا الإسناد فقال عنه : حدثني مسلمة .... فإن صح أنه سمعه منه فهو من شيوخه المجهولين . و الله أعلم . و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 305 ) : " سألت أبي عن حديث رواه الحارث بن النعمان عن شعبة عن مسلمة بن نافع عن أخيه دويد بن نافع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ادهن فلم يذكر اسم الله ادهن معه سبعون شيطانا " ؟ قال : الحارث بن النعمان هذا كان يفتعل الحديث ، و هذا حديث كذب ، إنما روى هذا الحديث بقية عن مسلمة بن نافع " . و هاتان فائدتان هامتان من هذا الإمام : الأولى : أن الحارث بن النعمان كان يفتعل الحديث . و هذا مما لا تراه في شيء من كتب الرجال ، بل خفي هذا النص على الحافظ الذهبي فقال في ترجمة الحارث هذا من " الميزان " و هو : " الحارث بن النعمان بن سالم الأكفاني " قال : " صدوق " ! و أقره الحافظ في " التهذيب " و جزم به في " التقريب " . و الله أعلم . الثانية : الشهادة على هذا الحديث بأنه كذب ، و هو حري بذلك . ----------------------------------------------------------- [1] الأصل : " سلمة بن رافع ، و التصحيح من " الجرح و التعديل " و " تهذيب التهذيب " و غيرهما . اهـ . (2/228) 652 - " ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه و يصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر الله لهما ذنوبهما ما تقدم منها و ما تأخر " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) : منكر جدا بهذا اللفظ . رواه ابن السني ( برقم 190 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 289 ) و الباطرقاني في " جزء من حديثه " ( 165 / 1 ) عن درست بن حمزة : حدثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف درست بن حمزة ، و يقال : ابن زياد العنبري قال ابن حبان : " كان منكر الحديث جدا ، يروي عن مطر و غيره أشياء تتخايل إلى من يسمعها أنها موضوعة " . و ضعفه الدارقطني . و قتادة فيه تدليس و قد عنعنه . و قد جاءت أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة بمعنى هذا الحديث لكن ليس في شيء منها ذكر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ، و لا مغفرة ما تأخر أيضا من الذنوب ، فدل ذلك على أن هذه الزيادة منكرة . و الله أعلم . و الأحاديث المشار إليها أوردها المنذري ( 3 / 270 - 271 ) . ثم رأيت النووي قد أورد الحديث في " الأذكار " ساكتا عليه ! (2/229) 653 - " الصائم في عبادة و إن كان راقدا على فراشه " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 106 ) : ضعيف . رواه تمام ( 18 / 172 - 173 ) : أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الزجاج قال : حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن : حدثنا هاشم بن أبي هريرة الحمصي عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن سلمان بن عامر الضبي مرفوعا . و هذا سند ضعيف يحيى الزجاج و محمد بن هارون لم أجد من ذكرهما . و بقية رجاله ثقات غير هاشم بن أبي هريرة الحمصي ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 105 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . قال : " و اسم أبي هريرة عيسى بن بشير " . و أورده في " الميزان " و قال : " لا يعرف ، قال العقيلي : منكر الحديث " . و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " برواية الديلمي في " مسند الفردوس " عن أنس . و تعقبه المناوي بقوله : " و فيه محمد بن أحمد بن سهل ، قال الذهبي في " الضعفاء " : قال ابن عدي : [ هو ] ممن يضع الحديث " . قلت : هو عند الديلمي ( 2 / 257 ) لكن طريق تمام ليس فيها هذا الوضاع كما مر ، فهي تنقذ الحديث من إطلاق الوضع عليه . و الله أعلم . و قد رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد الزهد " ( ص 303 ) من قول أبي العالية موقوفا عليه بزيادة " ما لم يغتب " . و إسناده صحيح . فلعل هذا أصل الحديث موقوف ، أخطأ بعض الضعفاء فرفعه . و الله أعلم . (2/230) 654 - " ثلاث من جاء بهن مع إيمان دخل أي أبواب الجنة شاء ، و زوج من الحور العين حيث شاء ، من عفا عن قاتله ، و أدى دينا خفيا ، و قرأ دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات *( قل هو الله أحد )* قال : فقال أبو بكر : أو إحداهن يا رسول الله ؟ قال : أو إحداهن " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 107 ) : ضعيف جدا . أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( ق 105 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( ق 186 / 2 ) و أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 4 / 2 ) و أبو محمد الخلال في " فضائل الإخلاص " ( ق 201 / 2 ) عن عمر بن نبهان عن أبي شداد عن جابر مرفوعا . و قال الطبراني : " لا يروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا ، عمر بن نبهان ، قال ابن معين . " ليس بشيء " ، و قال ابن حبان في " الضعفاء " ( 2 / 90 ) : " يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك " . و أبو شداد لم أعرفه . و الحديث ساقه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " ( 1 / 154 / 1 ) من طريق أبي يعلى و قال : " هذا حديث غريب ، أخرجه الطبراني في " كتاب الدعاء " ، و أبو شداد لا يعرف اسمه و لا حاله ، و الراوي عنه ضعفه جماعة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 102 ) : " رواه أبو يعلى و فيه عمر بن نبهان و هو متروك " . و قال المنذري في " الترغيب " ( 3 / 208 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " و رواه أيضا من حديث أم سلمة بنحوه " . و أشار إلى تضعيفه . و حديث أم سلمة أورده الهيثمي أيضا في " المجمع " ، ( 9 / 302 ) و قال : " رواه الطبراني و فيه جماعة لم أعرفهم " . قلت : و رواه الدينوري عنها بلفظ " من كانت فيه واحدة ... " و سيأتي برقم ( 1276 ) و له شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا مثل حديث جابر دون قول أبي بكر : " أو إحداهن .... " أخرجه ابن السني ( رقم 132 ) من طريق عمرو بن خالد عن الخليل بن مرة عن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري عن عطاء عنه . قلت : و هذا أشد ضعفا من سابقه : الأنصاري مجهول ، و الخليل بن مرة ضعيف جدا ، و عمرو بن خالد كذاب . لكن أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 17 / 274 / 1 ) من طريق حماد بن عبد الرحمن : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري به . إلا أن حمادا هذا مما لا يفرح بمتابعته ، قال أبو زرعة : " يروي أحاديث مناكير " و قال أبو حاتم : " شيخ مجهول ، منكر الحديث ، ضعيف الحديث " . (2/231) 655 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد : يا عباد الله احبسوا علي ، يا عباد الله احبسوا علي ، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم " . قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 108 ) : ضعيف . رواه الطبراني ( 3 / 81 / 1 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 254 / 1 ) و عنه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 500 ) كلاهما من طريق معروف بن حسان السمرقندي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن بريدة <1> عن عبد الله بن مسعود مرفوعا . قلت : و هذا سند ضعيف ، و فيه علتان : الأولى : معروف هذا ، فإنه غير معروف ! قال ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 333 ) عن أبيه إنه " مجهول " . و أما ابن عدي فقال : إنه " منكر الحديث " ، و بهذا أعله الهيثمي ( 10 / 132 ) ، فقال بعد أن عزاه لأبي يعلى و الطبراني : " و فيه معروف بن حسان و هو ضعيف " . الثانية : الانقطاع ، و به أعله الحافظ ابن حجر فقال : " حديث غريب ، أخرجه ابن السني و الطبراني ، و في السند انقطاع بين ابن بريدة و ابن مسعود " . نقله ابن علان في " شرح الأذكار " ( 5 / 150 ) . و قال الحافظ السخاوي في " الابتهاج بأذكار المسافر و الحاج " ( ص 39 ) : " و سنده ضعيف ، لكن قال النووي : إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه " . قلت : العبادات لا تؤخذ من التجارب ، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث ، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة ! كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص . و الله المستعان . و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 68 / 1 ) أن عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق ، و كان قد بلغه أن من اضطر ( كذا الأصل ، و لعل الصواب : ضل ) في مفازة فنادى : عباد الله أعينوني ! أعين ، قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده . قال الهروي : فلم يستجز . أن يدعو بدعاء لا يرى إسناده " . قلت : فهكذا فليكن الاتباع . و مثله في الحسن ما قال العلامة الشوكاني في " تحفة الذاكرين " ( ص 140 ) بمثل هذه المناسبة : " و أقول : السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا . و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين ، و قد تكون الاستجابة استدراجا " . و للحديث طريق آخر معضل ، أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 12 / 153 / 2 ) عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه . و هذا مع إعضاله ، فيه ابن إسحاق و هو مدلس و قد عنعنه ، و الأصح عن أبان عن مجاهد عن ابن عباس موقوفا عليه كما يأتي بيانه في آخر الحديث التالي . ----------------------------------------------------------- [1] هكذا هو في " الطبراني " و وقع في ابن السني : " عن ابن بردة عن أبيه " و الظاهر أنه خطأ من بعض النساخ كما يشعر بذلك كلام الحافظ الآتي . و الله أعلم . اهـ . |
رد: الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني [motr]جزاك الله خيرا اخي ****** ابوعبدالله عبدالرحيم[/motr] |
رد: الجزء الثاني عشر من السلسله الضعيفة للامام الالباني جزاكم الله خيراً ونفع بكم تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال @@@@@@@@@@@@@@@ |
For best browsing ever, use Firefox. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي